علاقة الرسول بالخالق العظيم جلَّ في علاه (مقال التفاعل)

علاقة الرسول بالخالق العظيم جلَّ في علاه (مقال التفاعل)

اليوم سنتناول التعليقات والأسئلة الواردة بخصوص مقال المفهوم الأول من مفاهيم منهجية دراسة قصة الرسول عليه الصلاة السلام والذي تناولنا فيه علاقة الرسول بالخالق العظيم جل في علاه.

وقبل أن أدخل في صلب موضوع اليوم، أود أن أشكر الأخوة المتابعين على التفاعل الإيجابي مع إطلاق قناتنا على اليوتيوب والتي تم نشر أول تسجيل ترويجي لها قبل يومين. 

الفيديو هو عمل ترويجي تمهيدي لمشروع القناة والتي ستبدأ بنشر فيديوهات على مواسم ومراحل لتغطية مواضيع متعددة منها ما تناولناه في مقالاتنا هنا ومنها ما سيكون جديد. 

القناة لن تغطي مواضيعنا هنا فقط، وإنما سنعمل على أن نقدم مادة مفيدة بالتوازي تهتم بنشر وجهة نظر محايدة ما أمكن ومدروسة عن الأمور المستجدة في حياة الناس والتي تشغل عقولهم. 
فكما ذكرناه في الفيديو التمهيدي الذي نشرناه، أنَّ مشروعنا الذي نعمل عليه وما ننشره هنا لا ينطلق من منطلق الترف الفكري، فنحن لا نريد أن نصل لعقول المثقفين والمتعلمين بالقدر الذي يهمنا فيه الوصول لكل من حرمته الظروف من أن يتحصل على علم كافي ولم يمر بتجارب حياتية متنوعة، مما منعه من رؤية الأمور على حقيقتها ومما جعله أكثر الناس عرضة للتقليد و التكرار.

ما نسعى لتقديمه يخاطب العقول بكل المستويات، وهو عمل إنساني لسعادة الإنسانية التي كلف الله لأجلها أحب خلقه إليه، وهم الأنبياء والرسل بأعباء ثقيلة جداً. 
هذا التكليف هو الذي أدَّى لتعرض الأنبياء والرسل للآلام والعذابات وحتى الموت في سبيل أن ترى الإنسانية النور وتهتدي للخير والصلاح. فلهذا مشروعنا هو خير الإنسانية و سعادتها، وليس استعراض الأفكار والتفاخر بها.

لذا فكلي أمل أن نعمل بشكل جماعي على الوصول لكل الناس ولكل من لديه عقل يعترف بأهليته لتمييز الحق من الباطل والغث من السمين. نريد أن نصل بهذا الفكر الإيجابي البنَّاء لكل العقول، ولن يكون هذا بعمل فرد أو مجموعة وإنما بعملنا جميعاً على إيصال الصوت لأبعد مدى يمكن أن يصل إليه. 

لهذا ادعوا كل من يؤمن بمشروعنا وكل متحمس لنشر الخير والسعادة والفكر الإيجابي، ادعوا كل الإيجابيين أن يساهموا في نشر مقالاتنا هنا وتسجيلاتنا على قناة اليوتيوب؛ ليساهموا في إيصالها لكل إنسان يمكن أن يصلوا إليه. فإن كان ما ندعو إليه خيراً فقد حصل المطلوب والدال على الخير كفاعله، وإن لم يكن خيراً فالله جل في علاه لا ينظر لأعمالنا ولكنه سبحانه يعلم ما تخفي صدورنا من نوايا وهو من سيجازينا به.

المهم الآن أننا قد دخلنا على مرحلة مهمة في مشروعنا وبدأنا مستوى أوسع للتواصل وأسرع للوصول إلى الناس، وهو التواصل بالصوت والصورة من خلال قناتنا على اليوتيوب. 
الفيديو الأول هو فيديو ترويجي تمهيدي لمشروعنا على اليوتيوب، وسنبدأ بعون الله عرض أول حلقات موسمنا الأول في الأسبوع الأول من رمضان وسوف يتم إعلان عرض الحلقة الأولى هنا في هذه الصفحة بإذن الله.

والآن دعونا نعود لموضوعنا بخصوص مقالنا عن مفهوم علاقة الرسول عليه الصلاة والسلام بربه عز وجل. بطبيعة الحال، كان هناك تفاعل ممتاز ورائع وإيجابي مع المقال من الأغلبية العظمى من المتابعين، في حين أن بعض المتابعين لم يفهموا المقال ولم يتابعوا مقالاتنا السابقة التي كانت تعتبر تمهيد لما وصلنا إليه. فكثير من المتابعين الجدد لا يعرفون أننا رددنا ردود علمية منطقية على من يقول أن الروايات مكملة للقرآن وأنها قد تأتي بشرائع غير موجودة في القرآن. فمنهم من قال أنه يجب الأخذ بكل ما جاء في الروايات من أحكام حتى لو لم يكن لها ذكر في القرآن متحججاً بأنَّ الصلاة و تفاصيلها لا توجد في القرآن. فعلى سبيل المثال هم يقصدون أن أحكام تشريعية مثل رجم الزاني المحصن جاءت في الروايات ولا يوجد لها أي أصل في القرآن، يقصدون أنَّ مثل هذه الأحكام يجب الأخذ بها لأنهم يرون أنَّ هناك أشياء أخرى لم ترِد في القرآن و نحن نقوم بها مثل الصلاة.

وبخصوص مثال الصلاة بالذات، فمن يردد هذا الكلام هو أصلاً لا يعرف أن تفاصيل الصلاة من ناحية أركانها وواجباتها وشروط صحتها وتفاصيل وقوفها وركوعها وسجودها وجلوسها وعدد ركعاتها وغيرها من التفاصيل الكثيرة المتعلقة بالصلاة، كل هذه التفاصيل لا علاقة لها بالروايات. 

أنا لا أريد استخدام لغة التحدي لأنني هنا ابحث عن نشر الوعي واحترام العقل، لكنني أطلب من كل من يقول أنَّ تفاصيل الصلاة التي لم يذكرها القرآن على كثرتها قد تم ذكرها في الروايات، أن يحضروا لنا كل الروايات التي تقع تحت أيديهم والتي فيها وصف كامل للصلاة. 

نريد روايات بها وصف "كامل" ..... لاحظوا .... وصف "كامل" و ليس شذرات هنا وأخرى هناك ثم يقولون لنا هذا هو وصف الصلاة في الروايات.

 أنا أعرف مسبقاً أنه لن يستطيع أحد جلب رواية أو مجموعة روايات بها وصف "كااااااااااامل" للصلاة بكل أركانها وواجباتها وشروط صحتها ومبطلاتها وتفاصيل أداءها. لا يوجد بالمطلق وصف "كاااااامل" للصلاة في الروايات. وهذا يعني أنَّ من يقول لنا أنه لا يمكن الاكتفاء بالقرآن وأنه يجب أن نضيف له الروايات لكي نعرف الصلاة و تفاااااااصيلها، يدُل على أنه أصلاً لا يعرف الروايات ولا يعرف أصلاً أنه يصلي على مذاهب فقهاء استنبطوا تفاصيل الصلاة وأحكامها من اجتهاداتهم الشخصية. هؤلاء لم يطلعوا بالكفاية ليفهموا أنه لا القرآن ولا الروايات يتضمنان كل التفاصيل التي يعرفها عن الصلاة وأحكامها وطريقة أدائها.

مشكلتنا أنَّ هناك فريق من الناس تم تلقينهم بأنَّ الروايات فيها كل شيء وهي مكملة للقرآن (على أساس أنَّ القرآن كتاب ناقص لا يكفي لوحده) وصاروا يرددون ما تم تلقينه لهم دون بحث أو تدقيق. قد اتفهم أن يتقبل أحدهم معلومة مُلقنة تلقين دون بحث أو تفكير في صحتها، لكن أن يعلم أحدهم أنه لم يبحث ولم يطلع ولم يتأكد, ثم يأتي يجادل فيما ليس له به علم، فهذا الذي أعجزني !!!!!. 

هل قام من يقول أن شرح الصلاة كااااااملة بتفاصيلها موجود في الروايات بالاطلاع على كل تفاصيل الصلاة في الروايات؟ أم أننا أمام نظرية "عنزة وإن طارت"؟

على العموم، الصلاة تعلمها أصحاب النبي منه بالمشاهدة، أي أنه لم يجلس عليه السلام ليحدثهم بشكل قولي بأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا. أي أنه لا يوجد وصف قولي من الرسول لتفاااااااصيل الصلاة أصلاً ... لا يوجد بالمطلق .... على الإطلاق !!!!!!. 
كل ما حدث أن الصلاة تعلمها أصحاب النبي عملياً بالعين وبالمشاهدة. ثم قام أصحاب النبي بتعليم الجيل الثاني بالطريقة العملية بالعين المجردة دون وصف شفهي، وقام الجيل الثاني بفعل نفس الشيء مع الجيل الثالث وهكذا حتى تعلمت أنا وأنت وكل مسلم يصلي الصلاة بالمشاهدة. كل من يصلي قد تعلم الصلاة وهو طفل بالمشاااااهدة و لم يحصل ولن يحصل أن يجلس طفل على كتب الروايات ليتعلم منها الصلاة. هل رأى أحدكم طفلاً منكباً على كتب البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن ابن داوود يتعلم منها تفاصيل الصلاة؟ بالتأكيد لا. 
لماذا لا؟ لأنَّ الأطفال أصلاً لا يستطيعون القراءة والكتابة وهم أطفال إلا بشكل بدائي بسيط. وحتى لو استطاعوا أن يُخرِّجوا هذه الكتب تخريجاً بألسنتهم, فلن يفهموا منها شيء لأنها بالفصحى البليغة المعقدة. والمحصلة هي أن كلنا، أنا وأنت وكل مسلم يصلي تعلم بالمشاهدة ولم يذهب لمجالس العلم ولم يستعن بالفقهاء ولم ينكب على كتب الروايات ليتعلم الصلاة وتفاصيلها. 
فلماذا لقنَّوا كل من لقنوه بأنَّ القرآن لا يكفي وأنَّ الروايات هي مكملة للدين؟  لماذا عندما نحاول أن ننظم طريقة تعاملنا مع الروايات يرفضون ما نقوله ويقفزون بشكل سريع للقول "و كيف سنصلي بدون روايات"؟! 
لم يصلِّ أحد منهم بالروايات، ولم يتعلمها أحدهم على يد فقيه يحفظ الروايات. ثم يأتي و يقول: "كيف نصلي بدون روايات؟"؟ 

بصراحة، يثير هذا الأمر كل أنواع التعجب والاستغراب لدي من طريقة تفكير هؤلاء.

عموماً، و للاستمرار بالتفاعل مع التعليقات الواردة على مقالنا الأخير, فإن أحد الأصدقاء ذكر الآتي، وأنا هنا اقتبس
بداية الاقتباس
(سامحني أنت لا تقرأ القرآن جيداً، ولا تفهم أنه يفسر بعضه بعضاً، بل أنت لا تعي أساليبه. مثال: ما هي الصيغة التي خاطب بها الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ألا توحي الصيغة بالمكانة؟ فالتعريف والتنكير يوضحان ذلك ، ثم إذا وصف الله كلامه بالنور فمن يكون مبلغه وما هي صفته ثم إنَّ وظائف الرسول عليه الصلاة والسلام متعددة راجعها في كلام الله.
 أنتظر توضيحاً وتفصيلاً على اعتراضاتي، وهذا يعبر عن احترامك لما انشره كما أحترم ما تنشر. وأخيراً حرصي على صحة اللغة العربية لأنك في هذا المقال بينت أنك لا تفهم أساليب الكلام العربي، فهو مستويات ثلاثة منطوق، مفهوم، مضمر لذلك بدوت سلفياً يبني أفكاره على قراءة حرفية لكلام الله جل وعلا حتى كلمة في علاه توحي بالحيز المكاني وهذا يعارض العقلانية التي طالما صدعتنا بها)
نهاية الاقتباس

  1.  بالنسبة لقول صديقنا (أنت لا تقرأ القرآن جيداً ولا تفهم أنه يفسر بعضه بعضاً)
لا أعرف إن كان صديقنا قد اطَّلع على مقالات وليس على مجرد مقال وضعنا فيه قواعد منهجية تدبر القرآن، وأنَّ أول قاعدة وضعناها هي أن نفسر القرآن بالقرآن. فلا أعرف لماذا يقول بأننا لا نفهم أنَّ القرآن يفسر بعضه بعضاً ونحن نضع تفسير القرآن بالقرآن!: أول قاعدة لفهم القرآن!
  1. بالنسبة لقوله (أنت لا تعي أساليبه، مثال: ما هي الصيغة التي خاطب بها الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام. ألا توحي الصيغة بالمكانة؟ فالتعريف التنكير يوضحان ذلك)
التعريف والتنكير وكل الإشارات والآيات القرآنية التي جلبها البعض للتدليل على أنَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير الأنبياء والرسل، كل ما جلبوه لا يوجد فيه على الإطلاق شيء مباشر يدل على أنَّ الله يفضل نبينا محمد على باقي الأنبياء. لا يوجد بالمطلق. كل ما قدموه هو إيحاءات غير مباشرة لا تكفي أبداً أن تكون دليل على ادعائهم بأنَّ نبينا محمد عليه الصلاة و السلام هو أفضل الأنبياء والرسل، بل العكس تماماً موجود في القرآن. 
ففي القرآن أمر مباشر صريح لا لَبَس فيه للمؤمنين بألا يفرقوا بين الأنبياء والرسل، و أمر آخر للنبي بألا يفرق بين الأنبياء والرسل كما يلي:
الآية الأولى في سورة البقرة الآية 36
(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
و الأمر هنا للمؤمنين ... (قُولُوا آمَنَّا)

الآية الثانية في سورة آل عمران الآية 84
(قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
وهنا الأمر للنبي نفسه .... (قُلْ آمَنَّا)
هل يوجد صراحة ووضوح أكثر من ذلك؟ ... النبي نفسه مأمور بألا يفرق بين أحد من الرسل وهو ما يُكذَّب كل الروايات التي تدعي أنَّ النبي يقول أنه أفضل الأنبياء و الرسل.

هذه الروايات هي محض افتراء و كذب لأنها من ناحية تعارض القرآن معارضة كاملة، ومن ناحية أخرى, فإنها تجعل النبي يظهر بمظهر من خالف أمر ربه الذي أمره ألا يفرق لا هو ولا المؤمنين بين الأنبياء والرسل.
  1.  أما قول صاحبنا (إذا وصف الله كلامه بالنور فمن يكون مبلغه وما هي صفته)
فوصف الله لكلامه بأنه نور وحتى وصف نبيه بأنه نور لا تعني بالمطلق أنه مخلوق من نور. 
إذا كان صديقنا يشير لهذا الأمر ويعترض على رفضي لبعض مبالغات بعض الصوفيين في تقديس النبي بالقول بأنه مخلوق من نور، فوصف الله لنبيه بأنه نور لا يعني بالمنطق الاستدلالي بأنه مخلوق من مادة النور. 
كل ما نعرفه هو أننا من آدم وآدم من تراب والنبي بشر خُلِق من تراب.
لكن إذا قصد صديقنا أن النبي نور للباحثين عن الهداية، فالنبي فعلاً نور للهداية وهو أمر مفهوم بداهةً ولا أظنه يعتقد أنني اختلف فيه مع أحد.

  1.  وبالنسبة لقول صديقنا (ثم إن وظائف الرسول عليه الصلاة والسلام متعددة، راجعها في كلام الله. أنتظر توضيحاً وتفصيلاً على اعتراضاتي)
فأنا أعلم أنَّ الرسول له وظائف متعددة وأكدتُ مراراً و تكراراً على هذا الأمر. و لا أعرف على وجه التحديد وجه الاعتراض مع مقالنا. 
السؤال هنا غير مُفصَّل، ومع هذا يطلب صديقنا جواب مفصل على كلام عام مرسل غير مُفصَّل. حتى لو كان طلب صديقنا لجواب مفصل على كل النقاط السابقة، فمن صياغته أصلاً لا يوجد اعتراضات مفصلة تفصيلاً كي يكون من المنطقي أن يطلب جواباً تفصيلياً على كلام عام مرسَل. ومع ذلك لقد اجتهدت قدر المستطاع أن أقدم أجوبة تفصيلية على ما يمكن أن يخرج به العقل من فهم عمومي على اعتراضاته المرسلة غير المُفصَّلة.

  1.  وأخيراً نأتي لقول صديقنا (إنك لا تفهم أساليب الكلام العربي فهو مستويات ثلاثة منطوق، مفهوم، مضمر. لذلك بدوت سلفياً يبني أفكاره على قراءة حرفية لكلام الله جل وعلا حتى كلمة في علاه توحي بالحيز المكاني وهذا يعارض العقلانية التي طالما صدعتنا بها)
يبدو أن صديقنا استخدم "جل وعلا" و انتقد استخدامي ل"جل في علاه"، يبدو أنه لم يلاحظ أنه لا فرق بين كلمة "علا" وكلمة "علاه" من ناحية إمكانية أخذ كلتا الكلمتين للمعنى الحرفي والذي قد يوحي بعملية التحيز للذات الإلهية سبحانه وتعالى عن هذا علواً كبيراً. وعموماً الحمد لله أن صديقنا يعرف أنَّ الكلام قد يؤخذ معناه المعنى الحرفي المنطوق للكلمة أو المعنى المفهوم من الجملة مجتمعة، أو المعنى الضمني الذي تدخل فيه عوامل كثيرة منها المكان والزمان وحتى شخصية صاحب الكلام نفسه والظروف المحيطة بالمتكلم ساعة نطقه بكلامه، وبالتالي هو يعرف أننا عندما نقول في تمجيد الله عند ذكر اسمه "علا" أو نقول "علاه"، فالعلوية هنا ليست علوية حيازة مكان مرتفع وعالي، وإنما علوية القدر والشأن ولا علاقة لها بالتحيُّز.

عموماً أنا أعطيت صديقنا مساحة كبيرة في المقال لأنه يشتكي دائماً من أنني أتجاهل الرد على أسئلته في حين أنني أجيب عليها بشكل عام دون تخصيص. ولكن هذه المرة خصصنا له مساحة من المقال بأجوبة مُفصَّلة حتى مع وجود حقيقة أنَّ الأسئلة نفسها غير مُفصَّلة.
بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا اليوم و بإذن الله لقائنا القادم يكون مع مفهومنا الثاني من مفاهيم منهجية دراسة قصة الرسول صلى الله عليه وسلم.
رافقتكم السلامة وغمرتكم #السعادة ... ولا حرمكم الله منهما، فتابعونا.

No comments:

Post a Comment

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده   ها قد عدنا للمقالات بعد توقُّف دام لقرابة الشهرين. فقد أثَّر افتتاح قناة اليوتيوب وإعداد الحلقات...