عرض الروايات على المنطق الإنساني المشترك (المقال المُفصَّل)
حسب تسلسل طريقتنا في النشر، فإنَّنا اليوم بصدد تقديم المقال المُفصَّل لموضوع القاعدة الثانية من قواعد منهجية التعامل مع الروايات. وقبل الخوض في الموضوع، أحب أن أذكِّر بالمسار الذي نسير فيه كي يعرف الفضليات والأفاضل المتابعين الجدد في أي سياق نتكلم. فكما يلاحظ الجميع ينضم لصفحتنا كل يوم المئات من المتابعين الجدد وقد لا يتم فهم الغاية من المقال أو إساءة فهم الغاية من تناول الموضوع لأنهم لا يعرفون السياق الذي يسير هذا المقال من ضمنه. فالبعض يدخل ويجد عرض بعض الروايات الغير صحيحة التي وردت في كتب الحديث، فيتكون لديهم انطباع خاطئ عن أنَّ هدف المقال هو ما يسميه البعض "هدم السنة" أو "إنكارها" أو تلك التهم المغلفة الجاهزة لرمي كل من يبحث عن مخرج من التقليد والتلقين واجترار عمل فقهاء السلف عليهم رحمة الله دون فحص ولا تجديد ولا مراجعة.
مقالنا هذا يأتي ضمن سلسلة مقالات لمناقشة قواعد منهجية التعامل مع الروايات والتي هي نفسها سلسلة من ضمن سلسلة من منهجيات تجدد فهمنا للقرآن بعيون عصرنا لكي لا نستمر في استعارة عقول الأولين وسرقة جهدهم الرائع في زمانهم والذي لا يصلح لزماننا إلا بعد تجديد وفحص وغربلة. (فللأولين عقول نحن نملكها وللعطايا دروبٌ لا تنقطع).
على العموم, اليوم نعرض القاعدة الثانية ومحطة الاختبار الثانية والتي هي:
(القاعدة الثانية: عرض متن الرواية على المنطق الإنساني العقلي المشترك)
كما أوضحنا من قبل، فإنَّ قواعد الخمس لمنهجية التعامل مع الروايات يتم تطبيقها بشكل متسلسل وليس بشكل عشوائي. أي أنَّنا هنا نفترض أنه يوجد بين أيدينا رواية وتم عرضها على القاعدة الأولى وهي العرض على القرآن، وأنَّ هذه الرواية مرت بحيث لم يكن فيها تعارض مع شيء من القرآن، فحينها تمر للقاعدة الثانية ويتم عرضها على المنطق الإنساني المشترَك. الخطوة التالية يُفترض أن تكون عرضها على المنطق الإنساني العقلي المشترَك. وهنا ركَّزت على ثلاث مفردات مهمة في تعريف القاعدة، وهي الكلمات الثلاث (المنطق-الإنساني-المشترك) وهنا أنا لا أريد أن أقدم تعريف علمي أكاديمي للمنطق، ولكن لتبسيط الأمر نحن بحاجة لتقديم تعريف سهل بعيد عن تعقيدات علم الفلسفة والمنطق. فما نقصده هنا بالمنطق هو تماسك الأفكار من ناحية الدلالة والاستدلال.
بمعنى آخر، يجب أن يقدم نص الرواية اللغوي مدلول متماسك فكرياً سواء من ناحية الفكرة المستوحاة من نص الرواية، ومن ناحية الاستدلال في الربط بين النص بمدلوله اللغوي الاجتماعي، وبين الأفكار المستخرجة منه. وحتى لو لم يكن تعريفي هذا واضحاً بالكفاية، فالأمثلة إن شاء الله ستكون كفيلة بتقديم توضيح أفضل.
وبالعودة للمصطلح الثلاثي (المنطق-الإنساني-المشترك), فإن "المنطق" في حد ذاته يظل عرضة للاختلاف بشكل أو بآخر؛ ولذلك أضفت كلمتي (الإنساني- المشترك). فـ "بالإنساني" و بـ "المشترك" قصدت التعميم بحيث أن يكون قياس منطقية نص الرواية غير مرتبط بدولة ما أو ثقافة معينة أو وضع مجتمعي في حد ذاته. فإنَّ بعض الأشياء يمكن أن تُصنَّف على أنها منطقية في مجتمعٍ ما، بينما هي غير منطقية في مجتمع آخر مع إمكانية أن يكون كلا التصنيفين صحيح.
ولكن بطبيعة الحال هناك أشياء إنسانية مشتركة وفطرية يتفق على منطقيتها أو عدم منطقيتها كل إنسان لديه عقل متوسط القدرة. وهذا هو المقصود بالمنطق الإنساني المشترك. وبالتالي نحن نقصد المنطق العام للإنسانية والذي يشكل بشكل فطري طريقة تقييم تماسك الأفكار من عدمه.
وقبل تقديم الأمثلة نحتاج لإعادة توضيح نقطة مهمة، وهي أنَّ الأمثلة التي اخترناها هنا هي لروايات تتعارض مع المنطق الإنساني المشترك. البعض، ولأنَّهم يسمعون كلام قد يستفزهم لمخالفته ما تعودوا على سماعه، يظن أنني أبحث عن الثغرات والعثرات والثقوب التي في الروايات تمهيداً لنسف الروايات جميعاً وللطعن في السنة وتدمير الدين. للأسف مثل هذا النمط من التفكير موجود ولهذا نحتاج للتعامل معه. وبالتالي أقول لمن لديه هذا النمط من التفكير أن عرض الروايات التي تُعارِض المنطق أو التي تُعارِض القرآن كما قدمنا في المقال السابق، عرض هذه الروايات المُعارِضة للمنطق هو للتوضيح وللشرح. فلا يمكن شرح قاعدة تَعَارُض رواية مع المنطق بدون تقديم رواية بالفعل تُعَارِض المنطق. هذا يُفترض به أنَّ يكون واضحاً بأبسط قواعد المنطق، لكن للأسف البعض تحركه العاطفة وتتدخل في تفكيره المشاعر ولا يفهم ما نقدمه من أفكار ضمن سياقها. شرح التَّعَارُض يقتضي تقديم تَعَارُض ما يعني أنَّ تقديمي لروايات تُعَارِض المنطق ليس الهدف منه هدم الدين أو إنكار السنة أو التخلص من الروايات، الهدف منه هو توضيح وشرح كيف يمكن لرواية أن تتعارض مع المنطق أو مع القرآن.
والآن دعونا نقدم بعض الأمثلة التي ستضع نقاط التوضيح على حروف الأفكار المجردة.
المثال الأول:
ورد في كتاب صحيح البخاري رواية تقول:
(حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قِرْدة اجتمع عليها قِرَدة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم).
طبعاً هذا مثال لرواية تتعارض بشكل واضح صريح مباشر لا لبس فيه مع أي منطق إنساني مشترك. فبغض النظر عن أن الرواية هي لشخص اسمه عمرو بن ميمون بعضهم جعله صحابي وبعضهم جعله تابعي، إلا أنَّ المهم هو أنَّ البخاري نقل الرواية في كتابه الذي عنونه هو بعنوان "الجامع الصحيح". أي أنَّ البخاري من غلاف كتابه يخبر القارئ أنَّ ما بين الجلدتين هو ما جمعه من الصحيح. ونحن هدفنا بالطبع أن نضع قواعد منهجية لتقييم الروايات لأنَّ طريقة فقهاء السلف في تقييمها واستخدامها لم تكن سليمة وأبعد ما تكون عن المثالية التي يدعيها البعض لهم.
المهم, فإنَّ البخاري قد دوِّن الرواية في كتابه على أن سندها صحيح وهذا بشكل بسيط يعني أنَّ البخاري يقول أنَّ سلسلة من جاء في عنعنة الرواية هم ثقات صادقون وعدول لا يكذبون، في حين أنَّ مدلول الرواية التي نتناولها نحن هنا هو مدلول غير منطقي ولا يصح عقلاً ما يعني أن أحداً ما، أو بعض رجال السند، ألّف هذه الرواية واختلقها من خياله لأنها ببساطة لا يمكن أن تكون أحداثها قد حصلت. وإليكم الأسباب المنطقية لعدم إمكانية حدوث ما ورد في الرواية:
## القِرَدة حيوانات غير مكلفة لا تعقد قرآن ولا تكتب عقود زواج لكي يكون ممارستها للجنس حلال أو حرام. حتى لو جاء أحدهم وقال أنَّ هناك بعض الحيوانات يحصل بينها نوع من أنواع الارتباط الفطري، إلا أننا هنا نرفض فكرة الإيحاء الذي جاء في الرواية بأنَّ هناك "خيانة زوجية" في عالم الحيوانات.
## القِرَدة حيوانات غير مكلفة ليس عليها مؤاخذة أو ذنب على أي شيء تفعله وبالتالي لا حدود تشريعية عقابية على أفعالها. لكنَّ الرواية تخترع سلوك حيواني جماعي يقتل فيه مجموعة من الحيوانات حيواناً بعينه ضمن شريعة عقابية. هذا التسخيف والتسطيح والاستهزاء بالعقل البشري هو الأمر المستهجن بشكل أكبر من كون القصة مختلقة ومنسوبة للدين.
## القِرَدة مثل باقي الحيوانات سوف تهرب بمجرد بدء عمرو بن ميمون الرجم معهم أو أنها سوف تهاجمه. لا أعرف إن كان هناك من يصدق أنَّ حيوانات برية تسمح لإنسان أن ينضم إليها وهو مدجج بالأسلحة (حجارة)، ثم يقوم بقذفها دون أن يسبب لهم هذا الأمر فزعاً.
المثال الثاني:
ورد في كتاب صحيح مسلم الرواية التالية:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ، وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ )
هنا نفس الشيء يحصل مع مسلم الذي سمى كتابه "الصحيح" كما فعل البخاري والتي توحي للقارئ بأنَّ كل ما ورد صحيح السند بحيث أنَّ كل الرجال في سلسلة الرواية وعنعنتها هم صادقون عدول موثوق في ما يقولون. في حين أنَّ الرواية أعلاه لا يمكن أن تكون قد حصلت فالنبي لا يمكن أن يصدر عنه مثل هذا الكلام المعيب الذي يخلوا من أي فكرة منطقية مترابطة يمكن لدلالة الحديث أن تقدمها. ولتوضيح عدم منطقية ما جاء في الرواية نقدم النقاط التالية:
## جمع المرأة مع الحمار والكلب بهذا الأسلوب لا يمكن أن يصدر عن نبي قال فيه الله جل في علاه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ). من غير المنطقي على الإطلاق أن يكون النبي خلوقاً وحكيماً ثم يصدر عنه كلام بهذا الشكل ليحشر النساء وسط حيوانات مثل الكلاب والحمير والتي تعتبر محط احتقار وتقليل قدر عند العرب قديماً وحديثاً.
## الحديث نفسه يتناقض مع عدة روايات أخرى تتحدث عن أن أي شيء يمر أمام المصلي دون وجود حائل يقطع صلاته، ما يؤكد أن تخصيص الحمار والكلب والمرأة أمر غير منطقي ولا يحمل أي معنى منطقي متماسك يمكن أن يخرج من فم النبي الذي هو مشهود له بأعلى درجات الأخلاق والحكمة. من غير المنطقي أن يصدر مثل هذه الكلام سيء التركيب معيب المعنى من شخص بأخلاق وحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
## فكرة قطع الصلاة نفسها غير واضحة وغير منطقية إلا إذا كان المقصود منها قطع الخشوع والتركيز في الصلاة، فإن كان الأمر كذلك، فما علاقة ذهاب الخشوع والتركيز بالمرأة أو الكلب أو الحمار؟؟؟ أي شيء أكان أنس كرجل أو حيوان كقطة أو جماد كالتراب الكثيف الذي قد تحمله الريح، كلها تقطع التركيز في الصلاة والخشوع، فلماذا المرأة بالذات؟؟؟
وإن قال أحدهم قطع الصلاة حصل بسبب نجاسة أو شيطان، فلماذا المرأة وما علاقة النجاسة بمرور امرأة أو مرور حتى رجل؟؟ و ما علاقة الحمار بالنجاسة؟؟ ولو جئنا للشيطان، فحتى لو افترضنا ربط نهيق الحمار برؤية شيطان كما ادعت رواية أخرى، فما علاقة مرور حمار هادئ بقطع الصلاة وهو ليس نجس ولم يرى شيطان ولا يختلف مروره عن مرور قطة أو دجاجة؟؟؟ ثم إنَّ الحمار الذي ينهق حسب رواية أخرى لأنه رأي شيطان، فهل هذا يحول الحمار لشيطان حتى يقطع الصلاة دون غيره من الحيوانات؟؟؟ بصراحة لا يوجد ذرة منطق ولا عقل في هذه الرواية ولا يمكن لرواية ظنية آحاد مثلها إلا أن تكون مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المثال الثالث:
فقد ورد في البخاري ما روي عن أنس مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَوَ كَانَ يُطِيقُهُ ؟ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ )
وفي كتاب صحيح مسلم وردت الرواية عن أنس أنه قال (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ)
وهنا عدة أمور غير منطقية لا يقبلها لا عقل ولا منطق وسنعددها في النقاط التالية:
## هناك احتمالان لا ثالث لهما لفهم هذه الرواية. إمَّا أنَّ النبي كان يدخل على نسائه يجامع كل واحدة منهن ويخرج يخبر أنس بأنه كان في الداخل يجامع زوجته. وإمَّا أن أنس كان يتلصص ويسترق السمع وبالتالي عرف أنَّ النبي كان في غرفة زوجته يجامعها. هي أمَّا هذه وإمَّا تلك، فأنس لن يعرف إلا إذا اخبره النبي أنه كان يجامع زوجاته، أو أن أنس كان يتلصص ويتصنت وبالتالي عرف. وكلا الاحتمالين كارثة.
## رواية البخاري تعتبر أسوأ من ناحية إضافة أنس أنَّ أصحاب النبي كانوا يتحدثون عن قدراته الجنسية ويقدرون أنَّ النبي لديه قوة جنسية تعادل قوة 30 رجل!. وهنا تعطي الرواية انطباعاً عن أنَّ هذه من عادات النبي المتكررة لدرجة أنَّ كل أهل المدينة يعرفون أنَّ النبي يدخل على زوجاته يجامعهن بشكل متتالي ولهذا هم يتحدثون عن أنه يملك قوة جنسية تعادل عشرات الرجال. وهنا يتكرر نفس السؤال وهو كيف عرفوا أنَّ النبي عندما يدخل دار إحدى زوجاته فإنَّه كان يجامعها؟... هل كل من يغلق بابه على زوجته يجامعها، أم أن هناك أمور أخرى قد تحصل مثل أن يتحدثا أو يلعبا أو ربما حتى يأخذان غفوة معاً. كيف عرفوا أمور خاصة جداً نحن نوقن أنَّ النبي لا يخبرهم بها ولا هم الذين سوف يسترقون السمع ليعرفوا لأنَّ هذا فيه قمة قلة الأدب وقلة الاحترام لخصوصية رسول الله.
## لو تغاضينا عن طريقة معرفة سكان المدينة معلومات عن حياة النبي الجنسية الخاصة، فرواية البخاري تعطي انطباعاً واضحاً بأنَّ هذا أمر متكرر وليس أمر عابر، أي أنَّ النبي كان يجامع زوجاته دفعة واحدة. أليس هذا يتعارض مع ما نعرفه من باقي الروايات بأن النبي كان لديه قسم بين زوجاته؟ فهناك الكثير من القصص التي وردت في كثير من الروايات يمكن أن نستخلص منها بسهولة أنَّ النبي كان يخصص لكل زوجة يوم، وبالتالي هذا يتعارض مع دورانه على زوجاته جميعاً في نفس اليوم. النبي كان قائد سياسي وقائد عسكري قبل أن يكون رسول قدوة يحمل هم رسالة سماوية عظيمة، فهل تتماشى رواية كهذه مع نمط حياة إنسان عظيم بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم؟
الخلاصة من هذا المثال الثالث هي أنَّ رواية كهذه لسنا نبرئ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وحتى أنس نفسه. فلا يوجد إساءة أشد للنبي وأصحابه من وضعنا بين أن نختار إمَّا أنَّ النبي كان يحكي للناس أشياء عن أمور حياته الجنسية الخاصة التي لا علاقة لها بالدين، أو أنَّ أصحابه كانوا بارعين في التلصص والتصنت ويستطيعون معرفة ما يفعل النبي خلف باب بيته المغلق عليه!
لنكن صرحاء وصادقين مع أنفسنا، هل من يعمل بجد ويبذل جهد لتنقيح وتنظيف الروايات من كل هذا الكم الهائل من الإساءات للرسول ولأصحابه هو من يحارب الدين وينكر السنة ويسعى لهدم الإسلام، أم الذين يستشيطوا غضباً ويسلون أقذع من يمكن أن تحمله ألسنتهم من شتائم ولعن في وجوهنا دفاعاً عن هراء مثل الذي ذكرناه في الأمثلة الثلاث أعلاه؟ من هو الذي يخاف على الإسلام وعلى الدين، نحن أم هم؟ هم فقط حراس للعادات والتقاليد ومستعدون لشن حرب شعواء دفاعاً عن التقليد. لا يهمهم إلا أن لا يمس أحد مقدساتهم والتي هي ما وجدوا عليه آبائهم فهم على آثارهم يهرعون.
ما يمكن أن نستخلصه من خلال الأمثلة المقدمة أنَّ عرض الرواية على المنطق الإنساني المشترك تعتبر خطوة أساسية نتفحص بها رواية آحاد ظنية يُظن أنها حدثت. فما كان في أصله ظني ووجدنا صعوبة في استساغته عقلاً ومنطقاً، فمن الأفضل تركه خاصة أننا نعرف أن الظن لا يغني من الحق شيئاً وأنَّ الله عدل حكيم لا يحاسب على الأمور الظنية.
ونختم مقالنا وكلنا ثقة أنَّ الله لم يعطينا عقول لنحفظ أو نقلد، بل لنفكر ونطوِّر. سبحانه أنعم علينا بعقول لنصل #للسعادة وتكون مُدَاوِمَة الحضور في قلوبنا. فمن فكَّر أكثر، فهم أكثر وتعلم أكثر. ومن فهم أكثر طالت سعادته، وإن داوَم دامت. دمتم ودامت سعادتكم.. فتابعونا.
No comments:
Post a Comment