التفاعل مع تعليقات مقال الفرق بين طريقة وصول القرآن و طريقة وصول الروايات

التفاعل مع تعليقات مقال الفرق بين طريقة وصول القرآن وطريقة وصول الروايات

اليوم وكما هو متوقع، سيكون المقال هو للتفاعل مع التعليقات والأسئلة التي وردت على مقالنا الأخير بخصوص الفرق بين طريقة وصول القرآن وطريقة وصول الروايات سواء المقال المختصر أو المفُصَّل.
 وقبل أن أبدأ، لدي تنبيه مهم وإعلان أهم.
أمَّا التنبيه فهو بخصوص أنَّ هذه الصفحة هي منتدى فكري لمن يحب أن يفكر ويتدبر في فهم القرآن والدين عموماً. ونحن هنا لتبادل الأفكار وللتجديد والتفكير واستخدام العقل بشكل مكثف. وبالتالي من يؤمن بأنَّ الدين والعقل لا يلتقيان، فنرجو منه أن ينتبه أنَّه موجود في الصفحة الخطأ. ونحب أن نذكِّره أن هناك العديد من الصفحات تعد بالمئات - إن لم يكن الآلاف - تقدِّم النقل على العقل وتكرِر وتلقِّن وُتحفِّظ النقل ولا تعترف بالعقل عندما يكون في حضرة الدين.
تلك الصفحات لا تقبل التجديد، وتلتزم التزام شامل وكامل وبكل صرامة بما وجدنا عليه آبائنا لكي نقلدهم ونكرِّر ونجتر ما كرروه واجتروه لقرون. إنَّها أنسب لكم وستبتهجون وتفرحون بكل محتوى منشوراتهم. أمَّا صفحتنا هذه فهي تدعو للتفكير وتسمح للعقل بالتواجد في حضرة الدين.
 للأمانة، نحن هنا أيضاً ندعو للتجديد والتغيير في نمط تفكيرنا وحياتنا لأننا في القاع والحضيض، وهو الكُفر البواح في معياركم، ونحن لا نرضى لكم أن تتدنس عاداتكم وتقاليدكم بأفكار التغيير أو التطوير.
اذهبوا للمكان المناسب وتجمدوا فيه، وهو الأمر الذي يجلب لنا ولكم السعادة. فـ والله لا نريدكم إلا أن تكونوا سعداء على أي جنبٍ استلقيتم.

أمَّا الإعلان فهو أنَّ فترة التسامح التي تعاملت بها مع أصحاب المشاكل النفسية قد شارفت للأسف على نهايتها. لقد كنت أسمح لكل من يعاني من أزمة نفسية أو لم يتلقى تربية مناسبة أن يسب ويشتم ويُكفِّر ويلعن ويطعن ويقذف التهم بالباطل. للأسف فترة التسامح قد انتهت لأنني جربتها لأكثر من شهر ولا يوجد أي أمل في تغيير سلوك هؤلاء أو إحداث أي تحسينات على مستواهم التربوي؛ لذا سيتم من اليوم بإذن الله حذف كل تعليق فيه سب- شتم- تكفير- لعن- طعن- قذف وسيتم حظر صاحبه. والحظر ليس عقوبة لا سمح الله، بل هو لإجبار من لديه عوائق نفسية أو تربوية أن يتجه للصفحات التي قد تناسبه لممارسة سلوكياته بحرية ودون قيود. 
والأهم صراحةً بالنسبة لي أنَّه احتراماً للغالبية العظمى من المتابعين الذين يتابعون صفحتنا لتعلم وتبادل الأفكار. فليس من المناسب أن أترك الصفحة مكب لنفايات أصحاب العقد النفسية والتربوية وهي من المُفترض بها أن تكون منتدى فكري. بالمختصر، لن أسمح لأحد بتعطيل سيرنا لاستكمال مشروع #السعادة الذي بدأناه بالتشويش وكب النفايات في طريقنا.

ولكي لا يُساء فهم تغيير سياسة الصفحة، فإنَّ المقصود بالمنع والحظر هم أولئك الذين لا يعرفون سوى التقليد وليس من وجودهم فائدة ولا يقدِّمون نقاش محترم ولا أفكار محترمة. أغلب مشاركاتهم عبارة عن نفايات لا تليق أن نتركها في الصفحة. ما أود قوله أننا نرحب بالاختلاف، بل نطلبه وبشدة لكي نتعلم من المختلفين معنا. إننا نريد نقاشات راقية المستوى إمَّا علمياً أو أخلاقياً. ليس شرطاً أن تكون متعلم ومتخصص لكي تشارك، وإنما يكفي أن تعبر عن ما في نفسك سواء متفق أو مختلف إذا كنت تتسم بالموضوعية والأدب.
قل ما تشاء واختلف معنا كما تريد فالكل مرحب به.

والآن دعونا نبدأ تفاعلنا مع مقال الفرق بين طريقة وصول القرآن وطريقة وصول الروايات. والبداية كانت مع ما سبق في الأسطر أعلاه حيث أنني رأيت تكرار لكب النفايات من أصحاب العقد النفسية والأدبية في المقال سواء المختصر أو المُفصَّل، ولهذا كان تفاعلي الأول مع التعليقات هو إعلان تغيير سياسة الصفحة.
أمَّا باقي الأمور التي أحب أن أعلق عليها فسوف أضعها في نقاط في الأسفل كالتالي:

  1. أعيد و أكرر.. كل ما قدَّمناه حتى الآن منذ أن بدأنا في تناول موضوع الروايات هو مجرد تجميع لحقائق ثابتة. لم نعطي توصيات، لم نصل لنتائج، لسنا في مرحلة تحديد المنهجية، لم نقل نترك الروايات، ولم نقل خذوا بها، ولم نقل خذوا بعض واتركوا بعض. لم نقل أي شيء.
لم نقدم حتى الآن أي شيء بخصوص طريقة تعاملنا مع الروايات. لا أعرف أي لغة يمكن أن أكتب بها ليفهم بعض المتسرعين أننا نعرض ما نجمعه من حقائق أولية بخصوص المسألة ولم نقل اتركوا شيئاً أو خذوه.

  1. وهنا أيضاً أعيد وأكرر.. كل ما عرضناه هي حقائق ثابتة ترقى لدرجة المسلمات لأنَّه في الأوساط العلمية للمختصين لا يوجد أي خلاف على كل المعلومات التي ذكرناها، خاصةً المعلومات الثلاث التي وردت في مقالنا الأخير عن الفرق بين طريقة وصول القرآن وطريقة وصول الروايات. للأسف كثير من غير المطلعين حتى إطلاع سطحي لا يعرفون هذه المعلومات الأساسية، ويقفزون للاعتراض لأجل الاعتراض فقط. أي أنهم يعرفون بما لا يعرفون.
من يقول أنها ليست حقائق وأنَّها غير صحيحة، فليتفضل ويتكرم علينا بعلمه ويقدم لنا اعتراض علمي به مادة علمية تثبت أنَّ هذه المعلومات غير صحيحة. فمثلاً كل معترض على المعلومات المقدمة فيأتنا بإثبات علمي كالتالي:
## المعلومة الأولى التي قدمناها: القرآن وصلنا عن طريق ما دونه الجيل الأول وفوقها انتقل مشافهة ووصل إلينا عن طريق جموع (آلاف) حفظوا عن جموع (آلاف) جيل حي يدون عن حي حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الروايات الغالبية العظمى منها آحاد بلّغوا آحاد، ولم يتم تدوينها في الكتب الست الشهيرة بما فيها البخاري ومسلم إلا بعد أكثر من قرنين من الزمن.

المطلوب: إثبات أنَّ القرآن ليس مروي بسلسلة حية من جموع أحياء ينقلون عن جموع أحياء وأنه يوجد ولو آية واحدة في القرآن رواها حي عن سلسلة أموات،
وإثبات أنَّ هناك و لو حديث واااااااحد فقط. سأقفل الصفحة لو أحضر أحدهم حديث واحد فقط تم تدوينه من حي سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر.

##المعلومة الثانية التي قدمناها: القرآن تم تدوينه من نفس الجيل الذي سمعه من الرسول، وتم نقله مشافهة من جموع بالآلاف لجموع بالآلاف من الجيل الأول ثم مئات الآلاف ثم ملايين حتى وصلنا نحن. أي أنَّه لا يوجد أي انقطاع زمني بين من سمع القرآن من الرسول و بين من دوَّنه.
الروايات أشهر كتبها - لاحظوا أني قلت أشهر كتبها - وأهمها البخاري ومسلم. دوَّن جامعوها الروايات بعد أكثر من 200 سنة على حدوث الرواية. أي أنَّ الانقطاع في حدود قرنين من الزمن.
المطلوب: إثبات أنَّ في القرآن ولو آية واحدة تم نقلها تدويناً أو مشافهة بعد انقطاع ولو لسنة واحدة. وتثبت أيضاً أنَّ هناك ولو حديث واحد فقط لا يوجد في تدوينه انقطاع بين زمن الرواية وزمن تدوينها.

## القرآن كان له مدارس في الماضي ومدارس في الحاضر لتحفيظه آيةٍ آية وكلمةٍ كلمة وحرفٍ حرف حفظ فيها ملايين وربما مئات الملايين القرآن (6236 آية)
الروايات لا توجد لها مدارس تُحفِظُها كلها (عشرات آلاف الروايات)، ولا يوجد حتى 100 شخص يحفظون عشرات آلاف الروايات روايةً رواية وكلمةً كلمة وحرفاً حرف مثل القرآن (هذا على افتراض وجود و لو شخص واحد يحفظ عشرات آلاف الروايات).
المطلوب: إثبات أنَّ القرآن لم يحفظه الملايين، وأنَّ الروايات لها مدارس تحفيظ خرَّجت ألوف الحفُّاظ الذين يحفظون عشرات آلاف الروايات عن ظهر قلب مثل القرآن جعلتها سهلة وطلبت آلاف وليس ملايين مثل القرآن.

من يقول أنَّ المعلومات التي قدمناها غير صحيحة، فليتفضل ويعلمنا ما جهلنا. إنَّنا لا نريد كلام فضفاض ومطلق لا عواهن له. إننا نريد أجوبة علمية تثبت بطريقة علمية أنَّ المعلومات الثلاث التي قدمناها غير صحيحة.
أمَّا إذا لم تملك المعرفة الكافية للاعتراض، ومع هذا أنت تعترض، فهذه مشكلة نفسية لا علاقة لنا بها. كون الواقع والحقائق لا تعجبك ولا تدعم ما تربيت عليه،  فهذه بصراحة مشكلتك الشخصية، ونرجو أن تبحث لها عن حل بعيد عن منتدانا الفكري. أنت تعترض، إذاً أنت تقدِّم مسوغات اعتراض علمية منطقية. غير ذلك، فأنت عندك أزمة عاطفية تتمثل في أنَّ عقلك الباطن لا يحب سماع أي معلومة غير التي تعود على سماعها.. إنها بهذه السهولة.
ج) وللأسف أنا هنا أيضاً مضطر أن أعيد وأكرر.. أنا لا أنكر السُّنة، أنا لا أحارب الدين، أنا لا أعمل مع الماسونية والصهيونية وكل المنظمات الخزعبلية الغربية. أنا فقط تعلمت وبحثت ووجدت أنَّ الخلل في أننا لا نفكر، بل ونُكفِّر من يفكر، وندَّعي أنَّ العقل والدين لا يلتقيان، وأنه إذا حضر الدين فعلى العقل أن يختفي. 
لقد وجدت أمّة تائهة متخلفة علمياً، ومنحطة أخلاقياً، ولذلك تربعت على عرش كل تصنيفات الفساد والتخلف رغم أنَّ عندها كتاب عظيم، ليس كتاب ككل الكتب. إنَّه كتاب من عند من خلق كل شيء ومن بيده كل شيء. فلما نظرت لتاريخنا عرفت العلَّة. الأولون فقهاء ومفسِّرون تلقوا هذا الكتاب بعقولهم وتدبروه ودرسوه وفكروا وأبدعوا في استخراج كنوز القرآن ولآلئه. ولذلك، تربعت أمتهم في ذاك الزمان على قمة كل شيء جميل على الكوكب.
أمَّا نحن ولقرون مضت، لم نقم بشيء ولم نلمس كتاب الله إلا للتبرك أو للموتى، وصِرنا نقلد ونجتر ونعيد ونكرر ونردد ونلقِّن ما قاله الأولين، ولم نقدم أي إضافة أو جديد فاستحقينا منزلة الحضيض عن جدارة. فالتلميذ الذي لا يقوم بواجبه ويؤدي دوره يستحق الرسوب. هكذا هي قوانين الحياة التي وضعها الله جل في علاه. قوانين عمياء لا تحابي أحداً ولا تعطي إلا من قدَّم. ونحن لم نقدم شيء حتى في فهم وتدبر رسالة ربنا، فصار مؤخر الصف أنسب الأماكن للمقلدين أمثالنا.

لقد أمضيت عشرات السنين أبحث وأدرس وأتعلم منذ وأنا طفل. يلعب غيري بالألعاب من الذين هم حتى أكبر مني سناً، وأنا منكب على كتب الدين والتاريخ والجغرافيا. كنت من الأوائل في الدراسة سواءً درست أم لم أدرس لأنَّ ما أسمعه في الصف كان لي كافياً لأصل لاستنتاج، بينما هو لغيري مقدمة. 
إنَّ محدِّثكم ليس جاهلاً وليس سطحي المعرفة. محدثكم يحمل شهادة دكتوراه في فلسفة العلوم من أحد أفضل عشر جامعات في العالم. محدِّثكم علمته الحياة أنَّ من يسمع فكرة ثم يسأل كيف ولماذا هو من يعرف الطريق نحو الارتقاء، وأنَّ من يقول مِن قائلها، فهذا الذي من معوقات ارتقائه ذاتية.

تكرر السؤال.. من أنت؟
وللأمانة نحن نبحث عن تعلم كيف نركز على الأفكار وليس على الأشخاص؛ لأن أحد أكبر معوقات في العقلية المسلمة هي تركيزها المفرط على الأشخاص وليس الأفكار. إنَّ تركيز المسلمين على الأشخاص هو أحد أسرار تخلفهم والسبب الرئيسي وراء تقديسهم للموروث الذي يحاولون تحصين قداسته بمنع اقتراب العقل منه. فكما قالوا لا عقل مع النقل، فهنيئاً لهم المؤخرة.

في كل الأحوال أنا لن أظل مبهم أبد الدهر، وما المسألة إلا بضعة أشهُر وأخرج عليكم صوتاً وصورة وليس كتابة فقط، وستعرفون من أكون.
قبل رمضان بشهر تقريباً إن كنا من الأحياء سوف أقدِّم أول تسجيل يوتيوب للتواصل المباشر معكم. فقط دعونا الآن نتدرب على أن ننظر إلى الأفكار بغض النظر عن قائلها، فالحق حق ولو جرى على لسان امرئٍ جاهلاً لأنَّ الحق أعلى من الجهلِ.

وهنا نحط رحالنا من ليلتنا على أن نواصل السير غداً بإذن الله، نحو #السعادة، نحو ما تصبوا إليه عيون المتعطشين للريادة.. فتابعونا.

No comments:

Post a Comment

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده   ها قد عدنا للمقالات بعد توقُّف دام لقرابة الشهرين. فقد أثَّر افتتاح قناة اليوتيوب وإعداد الحلقات...

مقالات سابقة