معاني المفردات القرآنية لا تؤخذ إلا من السياقات
استكمالاً لموضوع الأمس، فإنني بإذن الله سأقدم بعض الأمثلة على خطأ الاعتماد الكلي على معاجم اللغة العربية لفهم وتدبُّر أي نص قرآني. الخطأ الأكبر هو أن نترك أدق وأفضل طريقة لفهم مفردات القرآن وهي طريقة البحث في القرآن نفسه، ونذهب للبحث عن معاني المفردات في المعاجم اللغوية.
فقد بيَّنا بالأمس أنَّ معاجم اللغة ظهرت بعد نزول القرآن بقرون وبأنَّ من ألَّف معظم المعاجم كان يضع نصب عينيه غير الناطقين بالعربية، أي أنَّ معاجم اللغة العربية هي في أصلها كُتبت لغير العرب القادرين على قراءة اللغة العربية، ولكنهم لا يفهمون طريقة استنباط معاني مفردات اللغة لأنهم لم يولدوا ويتربوا على الثقافة العربية التي تشكل الجزء الأهم من تشكيل معاني المفردات، فالمفردات تحمل معاني بشكل عام كمفردات، لكن بمجرد وضعها ضمن سياق جملة، سوف يتغير المعنى الكامل للسياق ويعني معنى مختلف غير الظاهر.
فمثلاً لو تحدثت مع أعجمي يفهم مفردات لغتنا، ولكنَّه لا يعرف ثقافتنا وقلت له: (لقد حكيت موقفاً طريفاً لأبنك فضحك حتى مات)، لسقط هذا الأعجمي مغشياً عليه ظناً منه أنني أخبره خبر وفاة ابنه، في حين أنَّ قصدي هو أنَّ أبنه قد ضحك حد القهقهة.
وقِس على ذلك كثير من المفردات التي تعني كمفردة شيء، ولكن بمجرد وضعها في سياق، ستُحَمِّلُهَا الثقافة والبيئة معناً مختلف.
والآن دعونا نقدم أمثلة من مفردات القرآن. فمن الخطأ جعل المعاجم اللغوية مهينة على معاني القرآن وهو الذي يسبقها أصلاً يقرون، من غير الصائب أن نهمل معنى السياق الذي يراد منه رسم معنى بنائي من مفرداته يختلف عن بناء المعنى المجمل على أساس المعاني الفردية للمفردات. هذه الجملة الأخيرة قد تبدو معقدة، ودعونا نبسطها كالتالي، ونأخذ الجملة التالية:
(دخلت حرباً لا ناقةً لي فيها ولا جمل)
**إمَّا أن نفهم الجملة من خلال تفسير مفرداتها مفردةً مفردة وبالتالي المعنى سيكون:
(أنني دخلت حرب بدون أن يكون عندي في هذه الحرب ناقة أو جمل)
و ترجمتها للإنجليزية سيكون:
(I entered a war without having a camel or camel in this war)
**أو أن نفهم الجملة من خلال وضعها ضمن إطارها البنائي الثقافي المتأثر ببيئة وثقافة العرب وعندها المعنى سيكون:
(أنني دخلت حرب لا تعنيني في شيء)
وترجمتها للإنجليزية سيكون
(I entered a war that does not interest me in anything)
بالطبع نحن نعرف أنَّ الفرق بين معنى الجملتين كبير وسيتضح بمجرد ترجمتهما للغة أخرى أنَّ هناك فرق كبير بين المعنى المأخوذ على أساس جمع المعنى الحرفي الموجود في المعاجم لكل مفردة، وذلك المعنى المأخوذ من سياق الجملة الكلي ضمن بنائيته البيئية الثقافية.
ولنذهب الآن للقرآن لنقدِّم أدلة على خطأ الاعتماد على معاني المفردات في المعاجم بعزل تلك المعاني عن التركيب البنائي الثقافي للجملة، والذي يأتي ضمن سياق الكلام. فلو أخذنا النص القرآني التالي في سورة الرحمن عندما قال ربنا عز وجل (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) وحاولنا أن نفهم الدلالة المعنوية للفظة (حور)، حينها سيذهب الغالبية العظمى إما لكتب التفاسير القديمة أو لمعاجم اللغة العربية التي بين أيدينا، وسنسمع قولاً واحداً بأنها تعني إناث يعشن في الجنة لمتعة الرجال الجنسية.
ستجزم الغالبية بأنَّ هذا هو المعنى بلا ريب. لكن وبما أننا نريد تجديد تدبُّر القرآن وفق منهجية وضعنا لها قواعد منطقية عقلانية، فأول عمل رشيد نقوم به هو أن نعرف معنى لفظة (حور) في سورة الرحمن من ذات الله جل في علاه، وليس من الفراهيدي أو الزمخشري.
بالرجوع لكلام الله في باقي القرآن والبحث عن كل جملة وردت فيها لفظة (حور)، ثم المقاطعة بينها والنظر في سياقاتها، سنخرج بمعلومة مهمة وهي أنَّ لفظة (حور) يمكن أن تكون أي شيء إلا أن تكون إناث في الجنة سخرهن الله للرجال للمتعة الجنسية. الأمر سهل، دعونا نحضر اللفظة بسياقاتها، والتي ظهرت أربع مرات في القرآن كالتالي:
** (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)
** (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ)
** (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)
** (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
بالطبع أنا هنا تعمدت أن أحضر السياق كاملاً عملاً بالقاعدة الثانية من احترام السياق القريب أو ما أسميه السياق العمودي. وبالرجوع للآية الأصلية والتي هي قوله تعالى في سورة الرحمن (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، لو حاولنا فهم ما معنى مفردة (حُورٌ) ضمن النص القرآني (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، فكما أسلفت، إنَّ معاجم اللغة تجدون فيها معاني مختلفة ومنها المعنى الشائع لدى الغالبية العظمى من المسلمين بأنَّ لفظة (حُورٌ) تعني إناث في الجنة لمتعة الرجال الجنسية، لكن إذا رجعنا للقرآن وطبقنا قاعدتنا الأولى في فهم وتدبُّر القرآن من القرآن، فحينها سنكتشف أن لفظة (حُورٌ) يمكن أن تكون أي شيء إلا أن تكون إناث لمتعة الرجال الجنسية في الجنة. لا يمكن هذا.. كيف اكتشفنا ذلك؟ اكتشفناه من احترام السياقات القرآنية التي وردت فيها لفظة (حُورٌ)
فلو نظرنا لسياق ورودها في صورة الرحمن، ربما لا نجد شيء يدل على نفي أن تكون لفظة (حُورٌ) هي إناث لمتعة الرجال، لكن بمقاطعة الآيات التي وردت فيها اللفظة بعضها مع بعض، سوف نكتشف أنَّ الله يخاطب المتقين والمقربين من عباده والذين هم بدون أدنى شك ذكورٍ وإناث، رجالٍ ونساء.
فبالتدقيق واحترام العين قبل العقل، لا نرى أي قرينة في سياق الآيات الأربعة تثبت أنَّ الخطاب القرآني موجه للذكور فقط، لا يوجد على الإطلاق، ومن يقول غير هذا، فكأنما يدعي أنَّ زوجات النبي وبناته وباقي الصالحات من نساء العالمين لا يدخلن في قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ) فالمقام الأمين والجنات والعيون والسندس والإستبرق هي للذكور فقط، وأنَّ زوجات النبي وبناته والصالحات من نساء العالمين ليس لهن هذا!
وكذلك فإنَّ قوله سبحانه (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ) يدخل فيه الذكور فقط ولا نصيب لزوجات النبي وبناته والصالحات من نساء العالمين فيه. نحن هنا نريد أن نحترم عقولنا ونترك عاطفة التقليد على جنب.
إننا أمام أمرين:
الأول: إمَّا أن يكون الخطاب القرآني في هذه السياقات موجه للذكور فقط؛ وبالتالي يمكن قبول فكرة أن يكون معنى لفظة (حُورٌ) هن إناث لمتعة الذكور في الجنة، وبالتالي تناسقاً مع أنفسنا ولكي لا نكون متناقضين، فهذا يعني أنَّ نساء النبي وبناته والصالحات من كل نساء العالمين لا علاقة لهن بالمقام الأمين والجنات والعيون والإستبرق والسندس ولا الفاكهة، ولا لحم الطير وغيره من ما ورد في السياقات.
الثاني: أن يكون الخطاب القرآني في هذه السياقات موجه للذكور والإناث على حدٍ سواء؛ وبالتالي لا يمكن أن يكون معنى لفظة (حُورٌ) إناث لمتعة الذكور وإلا كيف سيكون الإناث موعودات بالاستمتاع جنسياً بإناث مثلهن؟! ولو كان المعنى مقصوراً على متعة الرجال الجنسية، فأين هي متعة النساء الجنسية؟ أم أن أحدهم سيدَّعي أن الله يهتم بمتعة الرجال الجنسية ولا يهمه متعة النساء الجنسية! هذا كلام خالي من المنطق ولا يقبله العقل إلا إذا تجردنا من العقل ورددنا ما تم تلقينه لنا وما وجدنا عليه آبائنا الأولين.
خلاصة مثال معنى لفظة (حُورٌ) يبيِّن لنا أنَّ معاجم اللغة وكتب التفسير والفقهاء السابقين والتي أثّرت في معاجم اللغة، لا يمكن أن تكون حاكمة على المعاني والأفهام عند تدبر القرآن؛ لأننا سنخرج بمعاني غير منطقية ومتناقضة تجعل القرآن قاصر متناقض أو تُظْهِر الله جل في علاه على أنه ذكوري ويفضل الذكور على الإناث - سبحانه وتعالى عن هذا علواً كبيراً –
الخلاصة هي أنَّ اتباع أجيال متعاقبة للموروث دون تدبُّر أو تفكُّر أو تعقُّل، قادنا لتشكيل ثقافة ذكورية بشعة. ليس هذا فحسب، بل نسبنا كل الذكورية والتمييز الغير عادل بين الذكر والأنثى، نسبناه لله وألصقناه في القرآن وتدبرنا القرآن بعيون ذكورية لا ترى ولا تعترف إلا بالرجل الذكر عند فهم وتدبر كتاب الله الحكيم سبحانه
أعرف أنَّ هناك سؤالاً يدور الآن في أذهان الأغلبية، فالأغلبية من الذين يحترمون عقولهم قد فهموا أن لفظة (حُورٌ) لا يمكن أن تعني المعنى الشعبي التراثي القائل بأنهن إناث لمتعة الذكور في الجنة، لأنَّ السياقات القرآنية لا تقبل هذا المعنى ولأنَّ هذا المعنى سيجعل القرآن متناقض أو يسئ للذات الإلهية بتصوير الله جل في علاه على أنه ذكوري سبحانه.
والسؤال الآن: ما هو معنى لفظة (حُورٌ) إذاً؟
الجواب المباشر المختصر هو "لا أدري" هناك فرق بين أن نبيِّن خطأ المعنى المتعارف عليه، وبين أن نقدم معنى جديد. فكما ذكرنا في قواعد فِهم وتدبُّر القرآن، أنَّ واجبنا هو أن نحاول فهم وتدبر القرآن و بذل الجهد والوقت لفعل هذا دون أن نقلد أو نجتر جهد الأولين وتعبهم، لكن هذا لا يعني أن نحيط بكل معاني وتفاسير كل آية وكلمة في القرآن، فكما اتفقنا سابقاً في قواعد التدبُّر، القرآن فهمه يتطور مع تطور الزمن.
أي أننا سنفهم القرآن بشكل أفضل من الذين سبقونا، والأجيال التي تأتي بعدنا ستفهمه بشكل أفضل منّا.
وبالمناسبة، فحتى رغم أنَّ فهم الأولين لم يكن صحيح بخصوص تفسير لفظة (حُورٌ)، إلا أنه كان أفضل ما وصولوا إليه من فِهم، مما يعني أننا لا نبحث عن زلّات السابقين أو أننا نحارب فهم السلف أو نسفه أفكارهم، كل ما هنالك هو أنَّ فهمهم يتقادم مع الزمن ما يضطرنا للقيام بدورنا لتجديد الفهم وهو ما نريد أن نأصِّل له هنا.
وبما أنني لم أقدم معنى لفظة (حُورٌ) في القرآن، فهذا لا يعني أنني أدعي أنه لا يمكن الوصول لمعنى صحيح غير المعنى التراثي غير الصحيح، ربما يجد أحدنا الوقت الكافي للبحث ضمن منهجية منطقية عقلانية كمنهجية القواعد السبع التي أصَّلناها، وحينها قد يصل لمعنى منطقي معقول ومقبول لا يجعل القرآن متناقض ولا يسيء لله جل في علاه. فالبحث عن معنى لفظة (حُورٌ) لا يقتصر على الآيات الأربع التي ظهرت فيه الكلمة، وإنما يحتاج للبحث عن كل الكلمات المشتقة منها أو من جذرها و التي ظهرت في القرآن.
فعلى سبيل المثال كلمات مثل (يحور) (يحاوره) (حواريين) وغيرها من الكلمات التي يمكن اشتقاقها من الجذر (ح و ر) بجمع كل الكلمات التي يمكن أن تكون مشتقة أو مشتركة مع لفظة (حُورٌ) في جذرها، كلها تحتاج لجمع ومقاطعة السياقات لنخرج بكل المعاني الممكنة للّفظة موضوع البحث. ثم يأتي بعدها التدبر ضمن باقي قواعد المنهجية كاحترام السياق العمودي والسياق الأفقي والمصلحة وتطوُّر المعنى المرتبط بتطور الحياة. الخروج بمعنى أكثر دقة وأكثر صحة سيكون نتاج عمل شاق وبذل جهد ووقت، ولذلك، لن يستطيع كل من هب ودب أن يتصدر لمسألة تفسير القرآن كما يتصور البعض. فالبعض يتخيل أنه بمجرد وجود قواعد ومنهجية للتدبُّر والبحث ستجعلنا نصحو من الغد وقد أغْرَقَنَا مليار ونصف مسلم بتفاسير مختلفة للقرآن الكريم. الأمر شاق ومضني، ويحتاج لمهارات وعلم ومعرفة وليس سهل كما يتخيل البعض.
لكن كل جيل كجيل مسئول عن التجديد وبذل الجهد والتدبُّر. ولذلك، فإننا نرفض التحجر عن فهم الأولين أو حجر الفهم والتدبُّر عند إناس بعينهم ونطالب بأن نشجع من لديه القدرة والقوت بأن يعمل معنا على التجديد.
على العموم ربما لا يجد أحد معنى حقيقي للفظة (حور) لأنَّ الحديث هو عن شيء في الآخرة، في الجنّة. ونحن نعلم أنَّ إدراكنا وحواسنا لن تكون قادرة على فِهم وتخيل ما في الجنة ولهذا يقال (فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر)، والأهم هو أنَّ نعيم الجنّة مخفي لا يمكن تخيله مصداقاً لقوله تعالى جل في علاه (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ركِّزوا (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ) فلا غرابة في ألا نستطيع تخيلها أو أن نعطي لها معنى لأن الله أخفى لنا نعيم الجنَّة رزقها الله لنا جميعاً.
نكتفي بهذا القدر اليوم على أن نلتقي غداً بإذن الله لنستكمل مشوارنا نحو #السعادة، نحو فهم أفضل لأنفسنا، و كل ما حولنا وأولها كتاب ربنا أهم مصادر #السعادة.. فتابعونا.
No comments:
Post a Comment