رسالة إلى المؤيدين لمشروعنا
كما وعدناكم بالأمس فلي اليوم وقفة مع الأغلبية المشجعة لتوجهنا وسعينا لتغيير حال المسلمين وإخراجهم من حالة الجمود والتصنُّم. وغداً إن شاء الله وقفتي ستكون مع الأقلية من المعترضين على منهجيتنا، فنحن هنا نحمل على أعتاقنا مشروعاً لنخرج من ظلمات الجهل والتقليد الأعمى ونترك منطقة القاع لننطلق للأعلى، إلى المقدمة حيث كان يجب أن نكون لو أننا فهمنا رسالة ربنا وتدبَّرنا القرآن الكريم مصدر #السعادة الأول بشكل صحيح.
ولأنَّ مشروعنا يمس أهم ما يجعل الإنسان إنسان وهو العقل، فكان يجب أن نتفاعل مع الناس بشكل مباشر، نسمع منهم ويسمعوا منا لتعم الفائدة ونأخذ بزمام المبادرة ونفهم بعمق أفكار بعضنا البعض ولهذا كان يجب علينا أن نتواصل معكم.
أصدقائي المتابعين الأعزاء المتفاعلين إيجابياً مع توجهنا، نود أولاً أن نقدم لكم الشكر الجزيل والامتنان الوافر على متابعتكم وكلماتكم الطيبات ودعواتكم الصادقة التي غمرتني في كل منشور ومع كل مقال، فلو لم أرى هذا الكم الهائل من التفاعل والتأييد والتفهُّم والتفكير، ما كنت لأتخيل أننا قد ننجح في وضع قواعد لمنهجية فهم وتدبر كتاب الله جل في علاه. باختصار.. كم أنتم رائعون!
الأمر الثاني الذي أريد أن أتوجه به إليكم هو اعتذار عن تقصيري، فأنا أكتب مسودة كل مقال كل يوم وأنشرها بعد مراجعة سريعة جداً وغير دقيقة؛ ولهذا تجدون في مقالاتي الأخطاء الإملائية والمطبعية واللغوية. للأسف فإنَّ ظروف الحياة أجبرتني على عيش نمط حياة مزدحم فوق الوصف حتى أكاد أجزم أنني لا أتوقف عن العمل والتفكير والقيام بواجباتي نحو الآخرين إلا عندما أنام فقط، ولا أحصل على قسط كافي من النوم حتى، وما يجعل الأمر أكثر سوءاً هو أنني استخدم لوحة مفاتيح ليس عليها الحروف العربية فتخيلوا كم هو المجهود الذي أبذله كي أتجنب الأخطاء المطبعية، ومع هذا أقع في بعضها في كل مقال أنشره.
أعرف أنَّ كثيرين ينتظرون مني المزيد ومنهم من ينتظر بشغف، ولهذا أحاول أن استمر في النشر ومتابعة سلسلة المقالات في مشروعنا كل يوم دون توقف. وبالفعل نحن بدأنا منذ أكثر من شهر ولم أتوقف عن النشر إلا يوم أو اثنين لظروف السفر. كان بودي أن أتحلَّى بقدر أكبر من الحِرفية في النشر، بحيث أراجع مقالاتي مراجعة لغوية دقيقة قبل نشرها، لكن للأسف هذا الأمر يتطلب وقت لا أملكه خاصةً أنَّ مقالاتي طويلة كما ترون. لذا أتمنى أن تقبلوا اعتذاري عن تقصيري في التدقيق والمراجعة.
ثالث الأمور التي أودُّ مشاركتها معكم هي أن أطلب منكم بذل الجهد بأن نحاول حمل مشعل النور جميعاً ونعمل كجماعة ونتعاضد على محاربة الجهل وحالة التردي التي تعيشها شعوبنا بأن نشارك أفكارنا مع الآخرين ولا نجعل الفكر الإيجابي يقف عندنا ويتجمد داخل عقولنا دون أن نمرره لغيرنا. مجرد اقتناعنا بفكر إيجابي بنَّاء، لا يعني أننا أصبحنا إيجابيين إلا عندما يظهر أثره علينا بتحركنا نحو الآخرين الذين لم يصلهم النور الذي وصلنا.
لننقذ الذين مازالوا في ظلمات الجهل والتجمد فقد نكون نحن سبباً في إبصار أحدهم للنور. ما أودُّ قوله هو أنَّ من هو مقتنع بأنَّ مشوارنا يسير في الاتجاه الصحيح نحو النور ونحو حياة إيجابية أفضل، فليتعاون معنا بالوصول للآخرين الذي هم مثلنا يبحثون عن الخلل ويرغبون في التغيير ولكن لا يرون إليه سبيلاً.
انشروا مشروع التغيير معنا، دعونا نعمل سوياً لنصل لأولئك الذين لم يسمعوا عن مشروعنا، كلي ثقة أنكم ستتفاجئون كما تفاجئت أنا من كمية وحجم التأييد والفرح في ردود فعل من وصلت إليهم.
عندما بدأتُ هذه الصفحة، لم أكن أتوقع أن يصل عدد المتابعين والمؤيدين لعشرة آلاف في شهر واحد، بل كل ما قرأت التعليقات الإيجابية وكلمات الفرح والسرور بالمشروع ودعوات الشكر والامتنان لي لمشاركة المشروع، كل ما أحسست بفرحة غامرة وبأمل كبير أنَّ زمن التغيير قد حل، وأنَّ الظلمة قد حان وقت فراقها.
انطلقوا بمشاركة المقالات ومناقشة الأحبة والأصدقاء في ما نطرح من أفكار، ستجدون بالتأكيد صد ورد من القلة الذين هم غارقون في التقليد ومقيدون بما لُقِنوا، لكن صدقوني ستتفاجئون بحجم الفرح والحماس من الأغلبية الذين يدركون كم نحن المسلمون نعيش في محنة وانحطاط. فلنعمل جميعاً ونبذر سوياً بذرة التغيير لعل من يأتي بعدنا يقطف ثمارها.
الأمر الأخير قبل أن أختم هو محاولة مني لنعمل جميعاً على تفهم وجهة نظر أخوتنا المعترضين وألا نسيء فهمهم ونقدِّر وضعهم ونفكر في أنَّ سبب عدوانية بعضهم يعود لظروف معيشتهم وتربيتهم وما تم تلقينه لهم منذ نعومة أظافرهم.
أولاً، نحن لا ندعي امتلاك الحقيقة، ولا نرفض الآخرين، وإنما نرفض أفكارهم؛ وبالتالي يجب أن تكون قلوبنا عامرة بالمحبة وتصرفاتنا ملئها الاحترام وكلماتنا تليق بالمستوى الذي نتطلع له من التغيير الايجابي الذي يجب أن يتجسد فينا قبل أن نتوقع من الآخرين أن يقتنعوا به. فدعونا نأخذ بأيديهم بالنصح والصبر الجميل على أذاهم، فبنظرة سريعة على التعليقات، يمكنكم أن تروا أن بعض المعارضين يعيش في أزمة ويعيش في عالم من الأوهام في وادٍ سحيق من تراكمات التقليد والتلقين التي امتدت لأجيال توارثت واجترت نفس النمط من التفكير المتصنِّم المتجمد جمود الصخر، هم ليسوا أشراراً ولا مجانين، ولكنَّهم ضحايا لتقاعس أجيال من المسلمين عن القيام بدورهم في التجديد والتغيير. لذا لا تتوقعوا أن يتغير سلوكهم ولا نمط تفكيرهم لأنه لو قُدِّرَ لأحدهم أن يرى النور ويدرك حجم مشكلته، فسيكون هذا بعد وقت طويل من صبركم وثباتكم وتجسد مشروع التغيير في تصرفاتكم وكلماتكم، وللأمانة كم أنتم رائعون، فكلما راجعت التعليقات ونظرت للفريقين، فريق المؤيدين وفريق المعارضين، غمرتني السعادة واحتواني الأمل بأنَّ زمن التغيير قد حل بيننا بالفعل. فكثير من المعترضين على قلتهم يتميز أسلوبهم بالغلظة والفظاظة، ولا يتورع كثير منهم عن الشتم والسب والتكفير والزندقة والتحدث بلغة متعالية، وكأنَّ الله أطلعهم على الغيب، وهم مجرد مقلدون يرددون ما تم تلقينه لهم.
وفي المقابل، والذي أسعدني، فإنَّ المؤيدين عند محاورتهم لهم في الأعم الأغلب يستخدمون لغة الاحترام والعقل والحوار الهادف والبنّاء. لا أتذكر أنني مررت على تعليق لمؤيد يناقش معارض واستخدم أسلوب السب والشتم والغلظة والفظاظة. ما أسعدني هو أنَّ الأخلاق والأدب والمعاملة التي ترضي ربنا تتجسد في الغالبية العظمى من المؤيدين ويفتقر لها معظم المعارضين، مما يعني أننا بإذن الله سائرون في الاتجاه الصحيح.
وفي الختام أودُّ أن أقدم لكم علامة أخرى على روعة من يؤيد ويدعم مشروعنا للتغيير والتطوير. فالغالبية العظمى من المؤيدين كانوا يقرأون المقالات بعقولهم لا بعواطفهم، ودليلي على ذلك أنه لم يسألني أحدٌ منهم السؤال العاطفي (من أنتم؟) فما الذي يهمني في أصل وفصل وتفاصيل حياة ودراسة صاحب الكلام لكي يكون مقنع أو غير مقنع؟ فطالما لدي عقل وأثق بأنني عاقل، فليقل من يشاء ما يشاء، فلدي عقل يميز الغث من السمين والمنطقي من اللامنطقي.
أنتم أيدتُّم المشروع وتفاعلتم معه دون أن تعرفوا شيء عن صاحب المشروع، لا تعلمون شيئاً البتة. ومع هذا كان تصرفكم عقلاني منطقي لأنكم تفاعلتم مع الأفكار وليس مع الأشخاص. فكلكم يعرف القول الشهير الذي يقول: (يتحدث العظماء عن الأفكار، بينما يتحدث الناس العاديون عن الأشخاص) فكم أنتم عظماء ورائعون يا من تفاعلتم مع الفكرة ولم تسألوا عن صاحبها!
في المقابل، فقد تكرر السؤال (من أنتم؟) وجاء على لسان كثير من المعترضين وهو ما أعطاني علامة إضافية على أن مشروعنا يؤيده العظماء ويعارضه العاديون.
غداً وقفتنا مع المعارضين احتراماً لهم، ومن ثَم ننطلق لاستكمال مشروع التغيير، مشوار #السعادة، فكم سئمنا الجمود والتصنُّم وأثقلت كواهلنا المحن التي نعيشها منذ قرون.
مشوارنا طويل ولكن كل محطاته #سعادة بإذن الله .. فتابعونا.
No comments:
Post a Comment