تلخيص القواعد السبع لتدبُّر وفِهم القرآن الكريم
بالأمس أتممنا بفضل الله ومنَّته النقاش حول قواعد منهجية تدبُّر القرآن السبع. كان عملاً شاقاً، ورائعاً في نفس الوقت لكمية ما وجدته من تفاعل وقبول لهذه القواعد السبع لمنهجية التدبُّر.
وهنا لابد لنا من وقفة مع الأغلبية العظمى من المتحمسين للفكرة وأيضاً مع الأقلية القليلة من المعترضين والمنزعجين، لأننا يجب أن نحترم من يوافقنا ومن يعارضنا على حدٍ سواء.
فهذا المقال سأخصصه لنظرة للخلف نقيِّم ونلخِّص فيها ما أنجزنا من مشوارنا، فلا تنسوا أننا بدأنا مشوار #السعادة منذ شهر تقريباً ومنذ البداية تلقينا حماس شديد يعرفه كل من تابعنا من البداية. نريد أن نقيِّم رحلتنا حتى الآن، ومن يتذكر فإننا قلنا في البدايات أن وقفات المراجعة هي عمل مهم لنتأكد أننا لم ننحرف عن الهدف، ولنحدد موقعنا من المشروع والمشوار.
غداً وبعد الغد بإذن الله، لي وقفتين، وقفة مَرَّة مع الأغلبية المتحمسة لمشروعنا، ثم وقفة أخرى مع الأقلية المعترضة سواء من عارض بهدوء أو بانفعال وسب وشتم. ولتنبيه الجميع، فإنني استخدم في كل منشوراتي في هذه الصفحة هاشتاق (#) لكلمة السعادة (#السعادة) ليسهل الوصول للصفحة في حال حاول أحدهم الرجوع للصفحة ولكن لم يعرف كيف يعود للمتابعة، لهذا فإنَّ أسهل طريقة للبحث عن صفحتنا هي بكتابة (#السعادة) في خانة البحث في صفحتكم الرئيسية للفيسبوك وستظهر لكم في بدايات نتائج البحث.
والآن لندخل في موضوع اليوم وهو مراجعة تقييم رحلتنا مع قواعد منهجية تدبُّر وفهم القرآن الكريم السبع، وأول شيء يجب أن نقوم به بالطبع هو أن نضعها جميعاً بين أيديكم. والقواعد السبع هي:
-------------------------------------------------------------
أ- أنَّ نفهم القرآن من القرآن لأنَّ مفاتيح فهمه موجودة بداخله.
ب- أنَّ نبعد أي فهم قديم عن عقولنا لأن أي فهم مسبق سيكون مثل الغشاوة على العين التي لا تسمح لك بأن ترى عمق الأشياء.
ج- أنَّ نفهم الآيات ضمن سياقها وليس باقتطاع الجُمل وعزلها عما قبلها وما بعدها من الآيات والجُمل.
د- أنَّ نستخرج الخطوط العريضة التي يرسمها الخطاب القرآني على طول الكتاب وعرضه.
ه- أنَّ نتذكر دائماً أن القرآن به الكثير من القصص للعبرة وأنَّ أكثر قصة مذكورة فيه هي قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
و- أنَّ فهم القرآن يتجدد وأنَّ فيه ما سيكون فهمه مباشر لجيلنا، وأنَّ فيه ما قد يستعصي علينا الغوص في معانيه ومقاصده لأنَّ فيه عمق لن يدركه إلا الأجيال من بعدنا.
ز- أنَّ ما نصل إليه من فهم وتدبُّر يجب أن يكون إيجابي ومثمر ويناسب الأرضية المعرفية والأخلاقية لعصرنا أو يتفوق عليها.
-------------------------------------------------------
وقبل أن أدخل على مراجعة القواعد السبع، أريد أن أضيف ملاحظات مهمة بخصوص طريقة استخدام القواعد:
الملاحظة الأولى:
القواعد السبع تعمل بشكل مُجْتَمِع لتحليل وفِهم أي نص قرآني، أي أننا إذا أردنا أن نتدبر نصاً قرآنياً معيناً، فسنكون بحاجة لاستحضار القواعد السبع كلها مع بعضها للبدء في عملية تحليل النص، أي أنها مجتمعة تمثل حقيبة أدواتنا التي نستخدمها لفهم وتحليل وتدبُّر أي نص قرآني.
الملاحظة الثانية:
هي أنَّ هذه القواعد السبع ليست فقط أدوات لتجديد فهم وتدبُّر القرآن الكريم، بل هي أيضاً أداتنا لتحليل أي تفسير وتدبُّر سواء كان هذا التفسير قديماً منذ عهد فقهاء التراث أو تفسيراً معاصراً جديداً.فالقواعد ليست فقط أداة تجديد لنخرج بفهم جديد، وإنما هي مفيدة جداً لعرض التفاسير القديمة والحديثة عليها لنعرف مقدار تماسك هذه التفاسير من الناحية المنطقية العقلية.
الملاحظة الثالثة:
أنَّ هذه القواعد تمثل الأساس العقلي المنطقي للفهم والتقييم. فبدون إعمال العقل والاحتكام للمنطق الإنساني المشترك، لا معنى للدين أصلاً ولا وجود للتكليف وسنكون مثل الأنعام بل أقل لأننا نملك أداة التكليف ولكن لا نستعملها لنرتقي لمستوى التكليف، وأحببت أن أنبه إلى هذه الملاحظة لأني لاحظت أنَّ أغلب المعترضين (على قلتهم) يرفضون فكرة استخدام العقل في الدين! هم لا يدركون أصلاً أنه بدون العقل فإنهم غير مكلفين لا بدين ولا بشيء، فالخطاب القرآني هو خطاب عقلاني وهو خطاب من واهب العقل سبحانه لكل ذي عقلٍ يعي ويتدبر.
كل الحجج القرآنية التي كان يحاجج بها القرآن كفار قريش كانت حجج عقلية يخاطب الله بها عقولهم والأمثلة كثيرة، لكنِّي لا أريد أن أضيِّع الوقت في سردها. يكفي أنَّ الله لام وعاتب كفار قريش الذين لا يؤمنون أصلاً على حقيقة أنَّ الله قد يسّر لهم القرآن حتى صار بين أيديهم، ولكنهم لا يتدبرونه وجعلوا بينهم وبين القرآن حواجز ومغاليق، فقد قال جل في علاه (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
سبحان الله، كفار قريش وليس علماء أو فقهاء وخبراء وصديقين أتقياء، ومع ذلك، يطلب الله منهم تدبُّر القرآن. فكيف بالله عليكم أنه يراد إقناعنا بأنَّ التدبر فقط للعلماء والعارفين والمتخصصين؟ لقد طلب الله من الكفار المعاندين وليس الصفوة المتقين تدبُّر القرآن، فكيف لا يكون حَريَّاً بينا نحن المؤمنون بالقرآن أن نتدبره دون وسطاء وحواجز؟ فسبحان الله القائل في عليائه (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا).
هؤلاء لا يدركون أنَّ رفض إعمال العقل في القرآن وفي الدين عموماً يعني أنهم يرفضون التكليف مثلهم مثل المجانين والصبيان والأنعام والأشياء الغير عاقلة. فلو كان الدين لا يؤخذ بالعقل لكلف الله المجانين والأطفال ولكنه سبحانه أعفاهم. لماذا؟ لأنَّ المجانين والأطفال لا يملكون عقول قادرة على التدبُّر والتفكير وبالتالي لا يصلح لهم الدين ولا يصلحون له. لًكَمْ أُشْفِق على عقولهم ويقلقني مألهم!
والآن دعونا نراجع بسرعة قواعدنا السبع في سياق واحد:
(فهم القرآن من القرآن)
أقل سبب يمكن تخيله هو حقيقة أنه المصدر القطعي الثبوت الوحيد الذي بين أيدينا وأنَّ باقي المصادر خاصة الروايات هي كلها ظنية الثبوت، فلابد ولزاماً منطقاً وعقلاً أن نبني قواعدنا على أساس قطعي وليس ظني لأنَّ الدين لا يؤخذ بالظن، والله جل جلاله أصلاً لا يحاسب بالظن. الأمر المهم الآخر الذي لم أتناوله في مقال تفسير القرآن بالقرآن، هو حقيقة أنَّ معاني المفردات لا تؤخذ من المعاجم، وإنما من القرآن نفسه بعمل مقاطعة بين النصوص التي ظهرت فيها المفردة اللغوية كي نخرج بالمعنى الأقرب. فالمعاجم كلها تم كتابتها بعد قرون من نزول القرآن وأقدمها تم كتابته حوالي 150 سنة بعد تمام نزول القرآن، أي أنَّ معاجم اللغة نفسها تبتعد بقرون عن زمن القرآن وهو الأمر الذي يعني أن أقدم كتاب يمكن الرجوع إليه لفهم معاني مفردات القرآن هو القرآن نفسه. فلمن لا يعلم، تتغير دلالات ألفاظ اللغة مع الزمن حتى تصبح مختلفة كثيراً بعد قرون لدرجة أنها قد تتحول إلى لغة مختلفة بالكامل، ومرور قرون بين كتابة المعاجم وبين زمن القرآن الذي كان يخاطب العرب بلغتهم في ذلك الوقت، بالإضافة لدخول ملايين من الشعوب الناطقة بلغات أخرى للإسلام، فهذا يعني أنَّ المعاجم اللغوية لن تقدم معاني دقيقة للإلفاظ بمستوى الدقة في حال استخرجنا المعنى من القرآن نفسه. لذلك، فإنَّ أول وأهم وأفضل وأدق طريقة لتدبُّر وتفسير القرآن هي من القرآن نفسه، وهي عملية شاقة وليست سهلة لأنها تتطلب جهد كبير لمقاطعة النصوص التي تحوي المفردة التي نبحث عن معناها.
(استبعاد الأفكار المسبقة والتفاسير السابقة قبل البحث عن فهم جديد)
هنا لا نقصد كما قولنا البعض أن نرمي كل التفاسير القديمة في سلة المهملات، وإنما نقصد أن نستبعد أي فهم قديم أو حتى معاصر لكي يسهل علينا الوصول لعمق مختلف في فهم النص القرآني. بالمختصر، إنني عندما أفكر وفي عقلي تفسير سابق، فكأنني أنظر من زاوية صاحب التفسير، مما يعني أنني انظر من نفس الزاوية القديمة ولا انظر من زاوية جديدة، وكلنا نعرف أنَّ رؤية الجديد لا يمكن أن يحصل من زاوية قديمة، وإنما من خلال النظر من زاوية جديدة مختلفة، واستحضار تفسير الغير سواء قديم أو حديث سيكون مصدر تشويش يحد من قدرتنا على رؤية أي بعد أعمق في النص القرآني.
(احترام السياق القريب)
المقصود من السياق القريب لتفسير نص قرآني هو أن نفهم النص القرآني ضمن النصوص المحيطة به لأنها تحمل مع بعضها معنى مترابط، قص أي نص وعزله من محيطه بالطبع وبكل تأكيد ودون الحاجة لفطنة أو ذكاء لن يعطينا معنى دقيق للنص فضلاً عن أن يكون صحيح.
للأسف هذه أكثر آفة يمارسها من يفسر القرآن بطريقة غير صحيحة، تجاهُل هذه القاعدة سيجعل الخطاب القرآني خطاب عبثي وكـأن مؤلفه يعجز عن صياغة معنى متماسك رصين، ويجعل الله سبحانه يبدو عاجز عن صياغة جمل مفيدة نستخرج منها معنى مترابط. الطريقة القديمة لتفسير القرآن تعتمد على الأثر وهو الروايات والتي يشوبها الظن وعدم الدقة، مما أدَّى لجعل نصوص القرآن تبدو كجزر معزولة ليس بينها رابط يقفز مؤلفها من موضوع لموضوع دون تمهيد أو إنذار.
وعموماً، أنا أًسَمّي السياق القريب باسم السياق العمودي، فلو تخيلنا المستوى الكارتيزي في الرياضيات حيث (س) هي المحور الأفقي و(ص) هي المحور العمودي. ولو تخيلنا أنَّ آيات القرآن منتشرة على الخط الأفقي, فالسياق القريب هو المنتشر عمودياً حول النص قبله وبعده.
( احترام السياق الكلي أو البعيد)
وهنا نقصد أن نحترم ونستحضر المفاهيم الكلية التي يرسمها القرآن على طول الكتاب وعرضه بحيث أنه من الطبيعي أن تكون جزئيات الخطاب القرآني متماشية ومتناغمة مع كليات القرآن ومجمله وخطوطه العريضة. إذ أننا لو لم نحترم هذه القاعدة، فسوف نجعل القرآن يناقض بعضه بعضاً ويصبح الخطاب القرآني خطاب غير منطقي ولا يخضع لمنطق إنساني مشترك. وبما أننا سميّنا السياق القريب بالسياق العمودي، فهنا سنسمي السياق الكلي أو البعيد بالسياق الأفقي لأنه يعبر عن الانتشار الأفقي للمعنى على طول الكتاب وعرضه.
(قصة نبينا محمد هي القصة الأكبر في القرآن)
هذه القاعدة مهمة جداً وإهمالها يتسبب في كثير من المفاهيم المغلوطة في الإسلام، لدينا نوع من النصوص يروي أحداث قصة لرسول ما وينقل حوارات ضمن الأحداث بين الله وذلك الرسول، أو بين الله وبين اتباع ذلك الرسول أو بين ذلك الرسول وأتباعه.
وهناك نصوص أخرى تصدر أحكام وتشريعات وليست قصة أو جزء من حدث يتم رواية قصته. هناك فرق شاسع بين النصين من حيث البنائية التشريعية، فالنص الذي يروي أحداث قصة هو ليس تشريع، وإنما جزء من قصة في مجملها تقدم لنا عظة وعبرة. والنص الذي يقدم تشريعات لابد وأن يكون بنائه تشريعي، لأنَّ الله لا يرواغنا ويخدعنا ويجعل الأمور مختلطة بعضها ببعض لكي لا نعرف التشريع من غير التشريع ونقع في مخالفة التشريعات ثم يأتي ليحاسبنا على تشريعات مخفية مبهمة غير صريحة ولم تُذكر بشكل مباشر. الله أكبر وأحكم وأعلم وأرحم وأجمل من أن يجعل الأمور ضبابية ظنية ثم يحاسبنا عليها.
النص التشريعي له بنائية تشريعية عند قوانين البشر أنفسهم ولهذا المشرعين البشر يصوغون التشريعات بدقة كبيرة كي لا يقع الناس في مخالفتها بسبب الظن وعدم الوضوح، فما بالكم برب العزة جل في علاه؟
الخلاصة هي أنَّ كثير من التشريعات المغلوطة المنسوبة للإسلام تعود أسباب أغلبها لإهمال هذه القاعدة بالتفريق بين النص الذي يروي أحداث قصة وبين النص التشريعي البحت، وبما أنَّ قصة سيدنا محمد عليه السلام هي أكثر قصة تم تغطيتها في القرآن، فقد وقع الكثير في اختراع تشريعات ونسبها لله لأنهم استخرجوا تشريعات من قصص أحداث حدثت في حياة النبي رواها لنا القرآن كقصة وليس كتشريع، فدقة الله تقتضي أن يكون النص التشريعي ذو بنائية تشريعية واضحة.
(فهم القرآن يتطور مع الزمن)
هذه هي القاعدة التي تعبر عن الحاجة لباقي القواعد السبع، فإهمال حقيقة أنَّ فهم القرآن يتطور مع الزمن أدى إلى تجميد العقل المسلم عند القرن العاشر الميلادي وتوقفه عن التدبُّر والفهم لأنهم لا يعرفون أو لا يعترفون بأنَّ النصوص القرآنية يتطور فهمها بتطور الحياة الإنسانية و اعتبروا أن فقهاء القرون الثلاث الأولى من الإسلام قد ختموا الفهم وقفلوا باب التدبر ووضعوا على عقولنا المغاليق، وبالتالي صار دورنا أن نجتر فهمهم ونردد قولهم ونلقِّن لكل جيل كل ما صدر عنهم. فصار التطور يتطلب منا السير عكس عقارب الزمن وللخلف وللماضي السحيق. أهمية هذه القاعدة تكمن في أنه يجب أن نضع في الحسبان عند الجلوس لفهم وتدبُّر أي نص قرآني، أنَّ هناك بُعد أعمق في النص قد يكون جيلنا لديه الأدوات والقدرات التي تجعله قادر على الغوص له.
إنَّ تَصوُّر أنَّ النص له معنى نهائي وعمق محدود هو إساءة لله سبحانه وتعالى، فعمق النص يدل على قدرات وقوة وفصاحة وذكاء وعبقرية صاحبه. أمَّا النصوص السطحية التي لا عمق فيها فكل من هب ودب يستطيع تأليفها، فسبحان الله وتعالى علواً كبيراً عن أن يكون خطابه القرآني سطحي لا عمق فيه، والعمق يحتاج لمعرفة وعلم، والمعرفة والعلم يتراكمان مع الزمن، ويحتاج أيضاً لقدرات ذهنية أكبر، والتي هي بدورها ترتفع مع مرور الزمن، وبالتالي وكنتيجة طبيعية، فإنَّ القرآن يتطور فهمه مع مرور الزمن.
(القرآن أهم مصدر للسعادة و تحقيق المصلحة)
يُفترض أن تكون هذه القاعدة الأكثر سهولة ووضوح، لأنه لا يستطيع أي إنسان أن يدَّعي أنَّ القرآن نزل من أجل أن يحزن الإنسان ويعيش تعيساً، أو أنه نزل لعرقلة حياته وجعلها صعبة وقاسية. لا أتصور أنَّ هناك من يقبل عقله هذا الكلام. وعلى العموم فالسعادة ليس لها مصدر محدَّد أو تعريف ثابت، وكذلك الحال مع المصلحة فكلاهما نسبي يختلف من مكان لمكان ومن زمان لزمان، فما قد يسعد أحدهم قد يكون مصدر تعاسة لغيره، وما هو مصلحة لك قد يكون هو عين الضرر لغيرك، ولذلك، عند تفسير وتدبُّر النص القرآني يجب أن نأخذ بالحسبان بأنه يجب وجوباً لازماً أن نخرج بفهم يحقق عموم المصالح الكلية وعموم السعادة، مما يجعل حياة الناس أفضل. والعموم هنا نقصد به مراعاة ما تعم به المصلحة وما تعم به السعادة، فالفهم الذي يحقق مصلحة عامة على الجميع ويجعل حياتهم أفضل وأيسر هو أفضل عندنا من الفهم الذي يجلب حياة أقل يسر، وبنفس الطريقة، فالفهم الذي يجعل السعادة تعم حياتنا، هو أفضل من فهم يجعلنا نشعر بسعادة أقل.
لقد جاء القرآن لكمال السعادة ولكمال المصلحة، وهدفنا أن نصل للفهم الذي يقربنا أكثر من بلوغ هذا الهدف.
بهذا نكون قد لخصنا قواعد التدبُّر السبع على أن نقف غداً وقفة مع الأغلبية المتحمسة، وبعد غدٍ إن شاء الله وقفة مع الأقلية المعترضة لنسمع الجميع ويسمع منا الجميع، فنحن نحترم المتفق والمخالف. ولمن يريد الاستزادة في مناقشة القواعد السبع, فيمكنه زيارة مدونة الصفحة والرجوع للمقالات التي تناولنا فيها كل قاعدة على حدة.
فخورٌ بما أنجزناه، سعيدٌ برؤية ما تقدمونه من دعم ومتابعة.
مشوارنا نحو #السعادة رغم طوله إلا أنه رحلة من اللحظات السعيدة التي تصل ذروتها كلما أنهينا في مشوارنا مرحلة، أدامكم الله سعداء.. فتابعونا.
No comments:
Post a Comment