لن نتجمد مثلهم
كما تلاحظون، و كما توقعنا، فإنَّ البعض بدأ يهاجمنا ويشيطننا بدون حتى أن يفهموا مقصدنا. فنحن في بداية المسير وضعنا الأساسات والمسلمات العقلية التي تخضع للمنطق الإنساني المشترك. قلنا أنَّ فهمنا للإسلام وللقرآن يحتاج للتجديد، نريد أن نتدبَّر ونفهم بعقولنا ونرى بعيون عصرنا، لا أن نستعير عقول وعيون الأوَّلين.
وقبل أن نقولها كتبنا عدة مقالات لتمهيد وشرح مقدمات الفكرة. ومع ذلك، هناك مَن يعترض خوفاً من التجديد. إنَّ اعتراضهم مبني على خوف وعاطفة، وليس فهم ومناقشة منطقية؛ لمجرد أننا نهدد ما وجدوا عليه آبائهم واستقروا عليه وتعودوا عليه منذ ولادتهم، مما يعني أننا نجبرهم على العمل والجد والكد والتفكير، فليس أمامهم سوى السَّب والشتم وإلقاء التُهم بدون مبرر.
راجعوا تعليقاتهم وسترون أنَّهم حتى لا يدركون أنَّهم لا يفترقون حتى عن الأمم السابقة التي كابرت وعاندت الرسل والمصلحين لأنهم جاءوا بالجديد الذي لم يكن عليه آبائهم. يسيرون على خطى تلك الأمم السابقة التي حكى لنا عنها الله عز وجل في القرآن وأهلكهم الثبات على الموروث.
كل حجّتهم هي أنَّ الحق هو ما وجدنا عليه آبائنا وإنَّا على آثارهم مقتدون. يرفضون أي تفكير أو أي تغيير يخرج عن إطار المعروف والمألوف والموروث. بالمختصر، يريدون أن يسمعوا ما تعودوا على سماعه وسمعه آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم. فهم يرتاحون لتكرار سماع ما تعودوه؛ وبالتالي فعل ما تعودوا على فعله، مما يعني العيش بنفس النمط والأسلوب الذي تربوا وكبروا عليه.
بكلمة أخرى، هم لا يريدون التغيير، وضد أي تغيُر في نمط ما يسمعون وما يفعلون. ولهذا هم كنتيجة سيبقون على حالهم لأنَّ سنة الحياة التي وضعها الله تعالى تقول (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
لا يهم. لهم ذلك. فليناموا على ما أصبحوا عليه. أمَّا نحن فقد بدأنا المسير نحو التغيير. لقد سرنا ومازلنا على الدرب نسير. فليعذرونا على انفجار طموحنا في وجوههم، فرضاهم بالقاع لا يستقيم مع تطلعنا للقمة.
فتابعونا، سنعود إليكم قريباً لنستكمل مشروع #السعادة ... ودمتم في #سعادة.
No comments:
Post a Comment