خطوات تدريب العقل للسيطرة على مشاعرنا

خطوات تدريب العقل للسيطرة على مشاعرنا
ما يهمنا في مشوار السعادة هو أن نسير بخطى واضحة ومعرفة أفضل للجهة التي نسير نحوها والاتجاه الذي ولينا وجوهنا شطره. ولاحظت أنَّ بعض أصدقائنا بحاجة للمزيد من التوضيح لفكرة تدريب العقل على استحضار مشاعر الطمأنينة والراحة بشكل مستمر مهما حصل حولنا. فنحن نريد أن نكون مطمأنين ومرتاحين نفسياً سواء حصل لنا أمر جيد أو أمر سيء. المزاج المطمئن قادر دائماً على استحضار شعور السعادة والعيش فيه مهما تقلبت عليه الظروف.
لذا فإنه سيكون من الأفضل أن نلخص فكرتنا بشكل مختلف وأكثر تبسيطاً مما فعلناه بالأمس كي تترسخ الفكرة في أذهاننا وتستقر في عقولنا. ولا تنسوا أنَّ إجبار العقل الواعي على تكرار العمل نفسه، سوف يتسبَّب في أنَّ العقل الباطن سيقوم بتخزين ذلك الأمر الذي نكرره.

والآن، لنقدم مثال لحدث سيء يحصل لنا جميعاً وهو فقد صديق نحبه بالموت بمرض عضال. فكلنا مررنا، أو على الأقل سنمر بحدث سيء كهذا وستبدأ مشاعر الحزن تسيطر علينا. لو تركناها فسوف يكبر حزننا ويستمر لفترة أطول. وكلما حصلت مصيبة أخرى سنمر بنفس مشاعر الحزن التي ستفسد حياتنا وتحط من قدرتنا على التطور والإبداع في أي شيء؛ وبالتالي كيف نتصرف حسب خطة التدريب التي شرحناها في اليومين الماضيين لتجنب هذه الآثار السيئة. سنضع خطة تدريب العقل على استحضار مشاعر الراحة والاطمئنان في نقاط كالتالي:


1- الله جل في علاه لم ينزل بلاء إلَّا ومعه لطف. ولا توجد مصيبة إلَّا وبين ثناياها خير.

2- أول خطوة هي أن نجبر عقولنا على البحث عن الأشياء الإيجابية فيما حصل.

3- سنكتشف مثلاً أنَّ صديقنا كان سيتعذب لفترة أطول لو استمر على قيد الحياة، وبموته قد ارتاح من العذابات والألم.

4- بالتركيز على أنَّ هناك حياة أخرى بعد الموت، سنتذكر أن هذا فراق مؤقت وأننا لابد سنلتقي مع صديقنا في الآخرة.

5- نستمر بالبحث بعمق أكثر وأكثر وفي كل مرة سنجد من ألطاف الله الكثير. المهم هو العمل بجد وإصرار على إجبار العقل الواعي على التفكير في الأشياء الجيدة.

6- كل مرة نجد فيها شيء إيجابي، سيضطر العقل الواعي على استدعاء مشاعر الراحة والطمأنينة من القلب وتتوقف مشاعر الحزن والغضب بشكل تدريجي حتى تختفي.

7- في كل مرة نقوم بنفس الأمر، سيُخزّن العقل الباطن التجربة السيئة وسيخزن معها ردة فعلنا النفسية والتي تمثلت في مشاعر الطمأنينة والراحة.

8- بتكرار الأمر مع كل أمر مزعج أو مصيبة جديدة، سنجبر ذاكرة العقل الباطن على الامتلاء بشعور الطمأنينة والراحة كردة فعل.

9- ستكون النتيجة هي أنَّ العقل الباطن سيبعث للعقل الواعي إشارات طمأنينة وراحة مع كل مصيبة جديدة أو أي أمر مزعج جديد.

10- كمحصلة لما سبق، فأننا سنعيش شعور طمأنينة وراحة سواء كنا نمر بظروف نفسية جيدة أو سيئة، مما يعني أنَّ السعادة ستجد طريقها إلى قلوبنا بسهولة وبمعوقات أقل.


وبعملية التدريب هذه سنكون قد هيئنا طريقنا للوصول إلى السعادة الدائمة. وتذكرُّوا دائماً أنَّ #السعادة ما هي إلا مشوار ورحلة وأنها أكبر من أن نختصرها في لحظة.

No comments:

Post a Comment

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده

مفهوم علاقة الرسول بمن جاء بعده   ها قد عدنا للمقالات بعد توقُّف دام لقرابة الشهرين. فقد أثَّر افتتاح قناة اليوتيوب وإعداد الحلقات...

مقالات سابقة